Monday 8 August 2016

العشرون.

عشرون عاما يا امي في الغياب
تركاني وحدي
اناطح ما لا اطاله
اتعذب حتى يلمح النوم جفني ، ثم اتعذب حتى انفضه عنه في الصباح
اتعذب حتى اعتاد الاغراب ، ثم اتعذب حتى اعتاد غيابهم
اتعذب في رحلة مؤانسة حضن واتعذب حتى لا اشتاق اليه

عذاب اشك اننه يخفى عنك
وحكايات لا يدري عن مرارتها غيري

عشرون عاما يا امي
عشرون مرة لم ينتبه لك احد سواي ولم يرثيكي غيري


عشرون مرة لم يتركوا في نفسي شئ الا جن شوقا اليك واستعطفت الاله ان يعيدك بحق كل مخلوقاته ومحبوباته ، يعيدك فقط لاني اموت عطشا لحضنك انتى
وفي كل مرة يردنى الاله خائبة






عشرون عاما لم احب اما ممن ادعين الامومة المؤقتة المرهونة بالمصالح الا حبا عابرا كأحضانهن الزائفة
عشرون عاما صنعن مني كهلة
عشرون عاما صرت مثل سنك يا امي ،




عشرون عاما وكل الذي كنتي تأملينه في ثد ضاع معك
عشرون عاما وانا لا اجد من يكفف عنى دمى
عشرون عاما ولازلت ابكي حين احمى لانى لا اجد من يزيل الحمى عن عينى بعدك



عشرون عاما اتسائل ليلا نهار عن كيف كان يمكن ان تكوني ان كنتي معي الآن
هل كنتى ستكونين خفيفة الظل
ام هادئة الطباع
هل كنتى ستمكثين في البيت عصرا تزرعين اوراق النعناع والريحان وتملئين البيت باعودهم
ام تقابلينى عند عملي لنتسوق
هل كنتى ستهاجمين اختياري لصديقاتي ام تشكونني اليهن
هل كنتى لتتمسكين بعادتك القديمة وتجلسينى امامك وتحيكين ضفائري
ام تنتقدين ما صار اليه من عجز وتقصف



علك تعلمين ما يضير القلب وينخصه
علك تعرفين محل الوجع
علك تعرفين الا احد يعلم الاك
عشرون عاما يا امي ، شوشت كل الملامح ، لم يغب معك شيئا من حياتى الا حياتى 

Tuesday 2 August 2016