Tuesday 8 November 2016

من اجل المايونيز

حبيبتي/

جلل ان ارى سوء يمسك واقف موقف العاجز،
كم وددت لو نحيتك جانبا واعتزمت التصرف بنفسي
كم اود لو ضربت لك الظالمين
كم اود ان اصنع لك بيئة أفضل او انأى بنا عما نعانيه،
كل كلمات المواساة لا تواسي وكل المسكنات بالرضا لا ترضي


لكن اذكري اننا في باكورات الشتاء
في مثل تلك الأيام كانت لنا أيام؛ اتذكريها؟
لم نكن نعبأ بشئ  غير اللهو، وكم كان لهونا جد وكم كان جدنا هزل وكم كان الهزل بريئا مستحيا


في مثل تلك الأيام كانت جلستنا مع قرص الشمس الذي استحى ان يغيب سريعا
ومثلها كانت جلاستنا بين جدران المسجد الكبير، بين أعمدة المحبة وتحت جدران المودة
كانت الكتابات في السطور البنفسجية، والتمشية في الشوارع المندية،
تذكرين المطر ؟

حسنا انفضي عنك ذاك الذي الم بك وهيا بنا الى شتاء ارحب من ذي سابق
نتشاطر فيه احتساء الشيكولاتة الساخنة واللعب تحت المطر وربما التقافز على شطئان المشاتي
لنترك لهم عاصمتهم المقيتة وسعيهم السخيف اليها
او لا نفعل لكن كوني سعيدة فان ضيقك يكئب الامكنة والساعات والوجبات السعيدة التي يصنعها ماكدونالدز للاطفال
ولن يرضيكي ان تنام اطفال العالم دون الحلم بوجبة سعيدة
وتذكري ان العالم مازال يصنع المايونيز بحرفية


Sunday 6 November 2016

تعرف قول جبران " اذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها"
أرى فيه كثيرا من الدين الذي كان لابد أن نربي عليه، لا ذلك الذي يعلمنا ان المودة عار يجب ان نستحي منه ونخفيه ونمارسه سرا 
ربما حدثتك سلفا ان قولة الحب كانت لدي من الموبقات وكنت أظنها فاحشة، وكنت اتحاشى ان ارددها سرا، واني كنت اظن انها حكرا وحقا لشخص اتزوجه، كأنه ذهب الى السوق وأنفق ماله ليملك نفسي ومستقبلي ومشاعري وماضي ورانيتي ودقات قلبي، ولا يصح أن يستلم بضاعته منقوصة، حتى بعد ان خلصت الى هشاشة الاعتقاد يا احمد، ظل التعبير عن المشاعر درب من دروب الفجر 
في لا وعيي، وربما اتوتر وارتعش حين اذكر لصديقة مشاعري تجاها...
اؤكد لك ان لا حياء في ذلك، هي موروثات اجتماعية عقيمة افنت أعمار، وكان جدير بهم الحياء عن بث مثل تلك الأفكار.


اما عن اللقيا "فاللقا نصيب" ، لا اعرف ربما اتمتت كتابة هذه الرسالة ثم التقطت الهاتف وطلبت رقمك 
وربما فارقت بيننا سنوات وجمعنا لقاء صادف، ربما وربما.


مهوسة بتفسير دلالات الأنماط المتكررة وحصرها، لعلك لاحظت ان كلمة ربما هي العامل الأقوى بين رسائلي إليك
لا شيء يقيني هذه الأيام يا احمد، لا شئ قطعي الثبوت فيما يخصني.


 لا شئ لدي لاضيفه عن اخباري، معظم ما يحدث اليوم شوهد من قبل، نفس الشخوص وانماط الامراض وتختلف الاسماء 
ولم اعد اكثر تسامحا او اقدر على التعايش، لكن اصبحت اكثر وعيا بخطورة التهور 
يتساقط من نحسبهم في البداية  لطفاء، لكن العالم كما قلت لك سلفا يفاجئنا احيانا، احاول تعلم مهارة القاء العمل على اعتاب بابه.
ولا اخفي عليك اتوسم بعضا من خير في الصداقات الجديدة 

 ربما لم نعد ننبهر، وربما لم نعد نهفو شغفا بالبدايات او استكشاف الاخر لكن مازلت الحياة قادرة على شحن طاقتي، مازال شخصا ما في مكان ما يمكنه ان يجعلني اترك فراشي يوم عطلتي لمقابلته وذلك وحده يستحق الامتنان 


* ملحوظة: طلبت منك مقابلة الصديق لكن على ايه حال اوصيه ان يضع لي على قبر درويش عودا من الريحان وان يبلغه عني السلام وان يركل القبر قبل ان ينصرف عنه وهنيئا لك الشال والموسيقى.


عزيز علي يا احمد ان احاول تجميل الحياة لك،
خلقنا على هذه الأرض التي لم تعد تنبت خيرا وانتهينا إلى زمن لا يعدنا مأمول لديه
ونحن نحب الحياة إذا ما إستطعنا إليها سبيلا
ولكن ..ولم يبقى لنا على هذه الارض ما يستحق الحياة

أحمد ربما كان من الأجدر بي  أن أدرج لك قائمة من الأشياء التي يجب ان تحيا من أجلها، واعيد عليك مزاعمك بأنه لابد لنا ان نحيا لأنفسنا طالما انه لا شيء يدافع عنا وان ننعم بكل لحظة، وربما ان اذكرك انك قد تجعل حياة شخص ما في يوما ما افضل او تنقذ حياة آخر، وان ربما يكون أفضل، وان لديك فرص يحسدك عليها الآخرون للخروج من هذه البلدة الظالم أهلها وأنك لا محال ستكون في حال افضل ان فعلت.

او ان ادرج لك قائمة افعل ولا تفعل إن زللت لنفس الرغبة مرة اخرى؛ كأن لا تجلس وحيدا وان تشاهد فيلما مبهجا وان تستحم بالماء البارد وان تهاتف من يطمئن (لهن) قلبك وان تجد معالجة نفسية أخرى غير التي عهدتها وان تتجنب مواقع التواصل الاجتماعي وان تذهب الى الشوارع القديمة وتمشي بين جنباتها وان تذكر كل من احبوك وان تعرف ان هناك من سيتألم بذهابك...

لن افعل أيا من هذا، فانا اعرف جيدا الإقدام على الانتحار، خبرته واعرف كيف يمكن ان ترى العالم سيئا حد الكراهية،
وأن تشعر انه لا طائل من استجداء صداقات لا تروي ظمأ الوحدة
اعرف الوحشة التي تصيب القلب، واعرف الشعور بافتقاد المرتكز والملجأ، اعرف كل هذا واكثر


لكن لتعرف ان الحياة مازالت تحمل لنا من المفاجآت ما لا يمكن لطامع مثلك ان يخسرها
ستأتيك حين لا تتصور انها قد تأتي وتساندك كما لم تخبر مساندة من قبل
ربما بكيت فرحا و اندهاشا وربما أعيد شحن طاقتك الفارغة
ربما وجدت من نفسك ما لا تتصور انه مازال موجودا
وقد تطرب وتتراقص وتنعم بما لم تنعم به حين ضيعوا من عمرك أعواما  ليزيدوا في اعمارهم
ربما كان اقتناصك الأوحد في هذه الحياة هو حياتك فاحرص عليها

Thursday 3 November 2016

احمد ( وان كان لابد من مقدمات دباجية فأرسلها أنت لذاتك)

قررت اليوم التعامل معك كشخصية افتراضية او كصديق تخيلي، لا اعرف ان كان الامر يروقك ام لا

لكنه ايسر لي، صديقاتي تقلص عددهن واختزل في واحدة، ونصف بقايا أخرى تأتي فقط حفاظا على ذكرى ما او لغرض آخر في نفسها لا اهتم به.

وهناك صداقتين يخطان على استحياء أولى درجات السلم المرهق، لكن الطقس هذه الأيام بارع في الإطاحة بالمنغصات ويكفينى هذا.

ظهرت في رأسي بعض شعيرات بيضاء وظهرت معهم مساحات اخرى لتقبل ما لم تكن شعيراتي الغامقة تحتمله.

اما وقد خرجت من شرنقتك القديمة؛ فقد آن لك تفقد ما فاتك، شاهد هليوبوليس فهو جدير بالمشاهدة.


 لا تحملنى ما طاقة لي به، ما انا بام ولا انا ملاذ.


انا عجوز تسعى ان تجالس كوب من الشيكولاتة الساخنة وبعض من بسكويت القرفة وصديق لا يمل ولا يٌمل ومسلسل تشاهده ولعبة إلكترونية بغير تكاليف بنكية، فلا تزج بي في غمار ترفك الى مربع شابة عشرينية رنعاء.

وللحديث بقية

تحيات