Wednesday 21 August 2019

عزيزي الزوز

اشكر بادرتك الطيبة، اشكر خطابك ودأبك واستحضارك وكلماتك،
تلمست صدقه وسعيك في تنميقه، الحق أسر إليك؛
اني أهوى تلقي الخطابات، أهوى ادب الرسائل، وكتب الرسائل تصطادني ببراعة من بين ارفف اي مكتبة ببراعة،
لا سر ذلك الهوس الخفي
ربما أشعر أن الرسائل تنفسية بطبعها، تلقائية نوعا... سرية نوعا، لعلك الآن تدرك كم أهوى الاسرار
الأهم ان الرسائل اندفاعية لا تتسم بكل التنميق الذي حاولت أن تصبغ به رسالتك الدافئة..

الرسائل فاضحة يا صديق
يمكنك فقط أن تستعرض ما تبادله أناس من رسائل لتعرف ما يضنيه كل منهم للآخر
تعرف ان مي كانت تذوب عشقا في جبران بينما يدرجها هو في قائمة معجبيه،
يمكنك أن تستقرأ كم كانت بنت السمان تتلاعب بغسان من رسائله هو فقط،

ضمت رسالتك اعتذار ضمني عن التأخير، وفي ذلك الصدد لا أعرف كيف اعتذر...
عادة لا اتوانى عن الكتابة لحظة تلقي اية رسالة لكن الأمور ليست على ما يرام، منذ اخر لقاء بيننا
منذ عدت من الرحلة اياها لم يعد قلبي معي... القاهرة مقيتة حقا، والحق مشفقة عليكم من النزوح إليها وهجر الاهل والبيت والدفئ والونس
ولربما انتم من عليكم الشفقة علينا حيث لا ونس أصدقاء السكن ولا مغامرة ولا استقلالية ولا شئ جديد
القاهرة منفرة، مميتة، غاضبة، مغضبة، متسارعة بلا هوادة تسير بلا تعاطف فوق رقابنا
التواجد في القاهرة أصبح قاتلا لروحي ولحيوية قلبي، فضلا عن اسئلة وجودية مؤرقة أصبحت لا تفارقني....
اعذر تأخري

اليوم نغز قلبي وجع مايكل
نحن قساة لدرجة ان يسقط من بيننا انسان دون أن يطرف لنا جفن
ليس بيننا من يمكن لأحد الاحتماء به من الآلام تكاد ان تود بحياته

أشعر بالتقصير والذنب إلى أبعد حد
ابعد ما يمكن، الازمة ان بجواري من يستغيثون الآن ويهددون بالانسحاب من الحياة باكملها.. ومازلت لا ادعم... خزي منتهى الخزي

المربك أيضا ان الجميع يذكروني كدعم وسند ومساحة امان وإضافة
لا استحق ذلك
انا اتهم نفسي صباحا ومساءا
اعرف اني لا اقدم الدعم الذي اتلقاه
في النهاية العلاقات محض فضل من اصحابها.
لكن ما أتصور اني أجيد منحه، هو الونس والأمان المطلق لتلقي الحكايات والاسرار

ارواح الناس بالنسبة لي كالاماكن بالنسبة لك
أراها قبل رؤية الوجوه
اعرف المدعي من الصادق، وعليه فانا من وجب علي شكر وجودك المؤنس

اما عن كونك تتخذني قدوة ومثالا وما الى ذلك فارجوك ان تتراجع عن ذلك فورا
لست مثابرة بالمرة، انا مستلمة تماما لمجريات الأمور واهوائي الكسولة لا أهوى المنافسات ولا العزائم ولا السعي فقط افعل ما أراه مريحا لحظيا... اتمنى لك ان تكون أفضل من ذلك كثيرا

  اخيرا اود ان اصارحك اني كتبت بينما احادث صديقة في أمور مأساوية فاعذر سطحية اللفظ والتعبير
واتمنى لك سيجارة هنيئة جدا
مع وعد بخطاب قريب افضل حالا وأقوى مقاما
ليلتك سعيدة

Friday 2 August 2019

لمعت روحها بالطفولة، وجهها اسمر ذلك السمار الذي يفيض بالومض المشع بالدفئ الذي يدفعك لان تحبها فور ان تلقاها
كذلك كل الفتيات السمرويات، هكذا تقول الاسطورة
كل تعميم معطوب تلك هي القاعدة الفقهية الاكثردقة في قياس الكون
الا ان مريم فعلا تبدو ممن خصهم السمارخصالة من الجمال الروحي والظاهري
روحهها تتقافظ من صوتها في طفولة مبهجة لا تعكس كل ما قد تعانيه فتاة سمراء في مجتمع يغني للسمار ويعنصر ضده بل ويعنصر فيه مجتمع السمر ضد بعضهم البعض 
مسالمة، لا تسبح عكس التيار ولا تتنافس من اجل المكانة
مسالمة ولا احد يستطيع اخراجها من هذا الطور باي شكل من الاشكال
داعمة ناعمة، تتصور  ان عليها الشعور بالاخر ومساندته في احلامه والتستر على اوجاعه
اما احلامها الخاصة فلاتكترث ان يشعر بها احد او لا
لديها شعورغريزي غامض انها غير قادرة على الدفاع عن نفسها وان عليها الاستناد الى اخر ليفعل ذلك بنفسه
وربما تلك هي المعضلة