Tuesday 19 March 2019

عن بحيرة اشف

في صبيحة كل يوم كنت انتطره
ذلك الملبوس الصغير الذي يرمح مطاردا سحابة في السماء او طيف في الهواء
يجري ويجري ويجري ثم يقف قليلا ليحتضن اللاشئ
يؤنسني احيانا، ائلفه احيانا اتمنى ان اكنه او ان اجاوره، تراه يتصور ان فتاة تقبع في صحن الجبل تترقف جناناته اليوميه وشطحاته وتمثل دقائقه اليومية هذه لها الحياة بما فيها
اتراه يدوم؟ اتراه يقترب يوما اتراه يرى في الجبل ما يجعله شغوف بتفقده عن القرب والتجول بداخله
اتراه يحب يوما
ترا كيف ستكون محبة الفتى الاسمر ذو الشعر الملفوف ان احب
هل سينهر محبوبته، هل سيحنو عليها ويضعف بين يديها
كيف ستكون ابوة ذلك الدرويش الصحراوي؟
هل سيكون كأبي مذعورا يهاب الناس الى الدرجة التي تجعله يصحب ابنته الى صحراء بعيدا عن امها الفاسدة وعن المجتمع الذي افسدها.

Saturday 16 March 2019

عزيزي الذي لم اخاطبه باسمه ولم يحبذ ان يبد اكتراث بسؤالي عن السبب
تحية ملؤها التفهم والاحترام
اما بعد
فانه ليحزنني ان اعود ادراجي الى تلك الفتاة التي تعجز عن المواجهة وتجبن عن وصف ما يزعجها فتهرب وتصمت،
اما وانك اثرت في نفسي الحنين اليها، وحفرت في سلوكي اخدود يحول الا الوقوع فيها من جديد فلم يبقى لي من محاولة التملص منها الا ان اواجه بالحروف ما عجزت عنه اللقاءات والكلمات المباشرة.

اجد نفسي كارهة صياغة دباجات الشكر المحفوظة سلفا والمستهلكة في مثل تلك المناسبات.
لكني بعمق من آسى اشكرك ان ولجت الى حياتي في مثل تلك اللحظة السوداء وان لم يكن لك في هذا اختيار،
اشكرك ايضا انك لم تتكبد عناء افتعال البدايات لئلا تطول مدة اتخاذ قراري،
اشكرك انك لم تتودد كما اتمنى، ولم تتهيأ كما ارجو، اشكرك انك لم تتح لي منك اي شئ يجعلني افكر مرتين

انك مثالي يا عزيزي، مثالي لي منذ عشر سنوات، حين كنت ابحث عن متاعب، اما في مثل عمري هذا فانا ارجح الراحة عن المشاعر
ولا اخفيك انك كنت مرشحا بقوة لان تكون مني بمثابة الروح وان تتقيد من نفسي مقلد الهواء،
كنت مرشحا بقوة ان يتعلق بك قلبي اشد تعلقا وان ينخرط فيك اشد انخراط وان اتوحد تماما مع آلامك وان اغرق لاذناي في اوجاعك
لكنك ولله الحمد لم تكترث لذلك ايضا، وانا لم يعد في طاقة لافسر الاخريين وسلوكهم ولكن خطرت بي بعض الخواطر كان تكون محبا لان توصف بالملاحقة وعدم التواجد وصعوبة المنال وما الى ذلك من الاوصاف النسائية التي لا احب ان اكون في علاقة مع رجل ينافسني عليها
او ان تكون كما اتضح لي من تفاصيل كلماتك تخشى ان تقع في واحدة لا تصونك ولا تخلص لك
على كل يجب ان اعترف سواء وصلك اعترافي هذا او ضمته مسوداتي في صمت او نشرته في صمت اخر انا اضعف من احتمال مشكلات غيري
واضعف من الانغماس في علاقة غير سوية اخرى
انا الآن اقدر على التراجع من بعد ذلك بقليل واقدر على الرفض من ذي قبل واقدر على تحديد ما يروقني مما قد لا يتماشى مع متطلباتي في المرحلة الآنية
واخيرا ارجوك تمنى لي خيرا ان حال لذاكرتك التفاته للعشرين ليلة المنصرمة ذات يوم 

Monday 11 March 2019

صباح الخير يا هيثم
نمت بلا كوابيس كما تمنيت لي لكني استيقظت باحتقان
احتقان عضوي وذهني
اعدت النظر لرسالتك مرة اخرى كم استعزبتها، والى رسالتي ولكم استثقلتها
واستثقلت كل اخطائي الاملائية، ما كان هذا ليحدث حين كنت صغيرة لكني اصبحت عجوز لا ابالي على ما يبدو،
لصور الفيوم الجماعية وخزة وفرحة
فرحتي بكتفك وهو يبحث عن كتفي ليستند عليه كانت ملئ الدنيا
اما الوخزة فكانت حين حاولت النظر لوجهي باعتباري شخص اخر،
مرة اخرى من اول مرة ابص لنفسي
لكني اود لو نستطيع الفرار من المدينة القاهرة كل يوم واعتقد ان ذلك من شأنه تغير كل شئ
لم اعد اسألك عن السفر منذ ايام، اخشى اقترابه،واخشى ان يباغتني في عيدي
اود ان لي من الجراءة ما يجعلني اهدي نفسي هدية مميزة او اقدم على خطوة كمثل تلك التي نصحتني بها
لكن جانب في لن تعرضه حكاياتي يبقى بي بعيدا عن الاقدام والمبادرة،
هذا الجانب الذي يصر ان تبدو كل علاقاتي على وتيرة متشابهة حتى لا يميز من يقدم على محاولة الاستنتاج
لكننا نعرف انفسنا اكثر من خلال اصدقائنا، كان ملفتا لي ان احكي لك عن عدنان وعن شعوري تجاه فتاته التي خصها بما كان يخص به صداقتنا، كان تلك الافصاحة مضنية جدا وما تلاهاوما سبقها
اليوم استيقظت مبكرة نحو ساعة عن العمل في حين ان لدي اذن حضور متأخرة وانصراف مبكرة
اود لو استطيع الاستراح
الاسبوع صار طويلا بحق كما تقول
واود لو لي حرية الكسل والنوم
يسعد صباحك والمسا

عزيزي هيثم
اعتصر قلبي غيابك يوم اجتمع الغرباء ولم تأت انت
واليوم اجد نفسي اتفقدك واداعب وحدتي بتأمل ابتساماتك
اجيب على هذه العبارة في ذهني بصوتك "لا لا ده حب بقى كده" واسمع جلجلة ضحكتك الصافية فتصفو الدنيا في قلبي ولا يعكر صفوها الا صوت تيمون يستحثني جائعا وطعامه على النار
لكني اعرف شعوره فقد ذقته منذ ساعات
كنت اتألم جوعا لسبب غير مفهوم
عزمت طلب ساندوتش خفيف حتى الوصول الى البيت لكني وجدت السعر اصبح باهظا جدا على وجبة خفيفة مؤقتة فأخذتني قداماي الى خارج الشركة... الى الكشك(ذكرني ان احكي لك عن سيدة الكشك هذه وبناتها حين نلتقي) ، وجدتني اشتري كيس شيبسي هل ذكرت لك ان الشيبسي يصيبني بمشاكل صحية؟
يوم سفرنا فور تذوقه شعرت بسخونة في وجهي قم انتشرت بعض العلامات الحمراء لا ادري ان كنت لاحظتها ام ان اصابتك السمعية احالت دون ذلك
على اية حال ليس الشيبسي وحده الذي يصيبني بمضاعفات واقرر تكرار تناوله.
الكشري يسبب لي بعض الكوارث ولديك خبر عن ولعي به
اليوم استنتجت نظرية
ربما كان الجوع يعميني عن التميز ويذهب بي الى كل الاشياء الكارثية
انت طبعا تدرك المخزى المستتر بين تلك الكلمات المفضوحة
وقد قررت، لا اريد وجبة كارثية من جراء جوع عارض
اريد غذاء سليم
الحقيقة اني استيقظت افكر في الكيفية التي استدرجتني بها لاقص عليك اسرار كهذه، انا عادة لست سهلة الافصاح، ربما هذه فرصة جيدة لاصارحك انك لست كأي احد كما ظننت، هي صداقة فريدة كنت بحاجة اليها، واعي انها ليست من فعل جوع انما اختيار يمكن ان يكون الوحيد الصائب في شهوري الاخيرة
نوع من الالفة والترابط جعلني تدريجيا اخصك بما اخشى الافصاح عنه امام نفسي
وانا ممتنة اشد امتنان لذلك.

Sunday 10 March 2019

كم غريب كيف يغدو الغريب بعيدا والبعيد قريبا
وكيف يحفر العابر جرحا غائر
غريب كيف نهفو لكلمة ونأمل بعضا من ونس وننغمس في اللاشئ آملين ان يكون المأمول
غريب تباين المأمول واختلاف الونس وزئبقية الحلم واختلاف انفسنا مع كل بداية
غريب ان القلب يتزين لضيفه المأمول ويرثيه ليعود لترميم زيناته واضاءاته لضيف اخر عابر
و عجيبة تلك العلاقات التي تصر على الابقاء عليها رغم ان حدسك يصرخ فيك ان تبتعد.

Friday 8 March 2019

عزيزي حسن
سوف تعرفني حينما تخطو خطواتك نحو الشمس
وتعرف معي انك لم حرم شيئا ما في هذا العالم يستحق سوا معرفتي وجلساتك بين من حدثوني عنك حتى ظننت اني اعرفك
انت بارع يا صغير في خلق مساحات براقة في اذهان كل من يعرفك
الجميع هنا يبتسم حين يطل اسمك بين طيات الاحاديث الفارغة
يبتسمون ابتسامة ملؤوها الشغف والاستهلال وليس الاسى او الذكريات
تطل شقاوتك ومدعباتك لهم من ثنايا وجوهم، عرفتك ابي صامد كما صدروا عنك
لقد آنست فيك صديق مراسلة في عالم عز فيه ارتقاب الرسائل والمصادقة عبر الكلمات
فان قبلت فانا انتظر رسالتك تحدثني فيها عنك لاعرفك
ر. ن
القاهرة

Thursday 7 March 2019

بين ثلاث احبه اجلس

اخاف الذي هجرني
الاول لازال ينظر لي بابوه
الاول دمر محبتي
الاول  استعيد معه طفولتي

كان الاول هو احتمالي الاول للابقاء على علاقة طويلة

.....
والثاني هو احتمالي الاخير لاستعادة حيوية الايام وفي ان اتلقى حب نقي صادق
وتوترني احتمالية هجرانه

الثاني ينتظر لي في توتر
الثاني دمر استهلالي
الثاني استمد منه شبابي
............
واخشى تورطي في الاخير
ينظر لي في فضول

لكنه دمر تأهباتي
  استسقي منه انسانيتي

وكان الثالث هو احتمالي الوحيد لاستقرار وتفهم

Tuesday 5 March 2019

آمنت يارب
لكن هل كان لابد ان تكون الإشارات بمثل هذا الجلاء
اكان لابد ان تتضح حتى لا تدع مجال شك او مواربة خداع لمنطق
اكان يجب ان يكون الامر محض اختياري الحر لا شبهة لاقدار فيه ولا لصدف اكان لابد اعرف اني اصنع بيدي مآسي واشيد جبال اوجاعي
كانت كل الاشياء دالة
كل المواقف متحادة
كل المواضع ناطقة بمستقبل باهت بائس  وكنت انا اقول سوف تغير الازمان كل شئ
سوف يلين حين يحب وسوف يحب حين يطمأن ويأمن وسوف يأمن حين الين واحتوي وسوف يأمن حتى اصير ملاذه الاخير وصاحبه الوحيد
كنت اتلمس روحه القلقة التي لا تشبع
روحه العطشى التى تبحث عن محبة ما
حتى نبشت وقبرتني لما اصر ان يكون الدرس الاخير بمثل هذا القدر من القسوة لماذا اصر ان يفقدني ايماني وصلابتي وقدر لا بأس به من قدرتي على الحياة