Friday 6 December 2019

اصارح صديقا، كنت أتوقع من نفسي احتفالات وانطلاقات ومرحبا اكثر من ذلك بعد هذه الخطوة، لكن لا شئ. لا أخاف ليلا ولا احتفل نهارا، فقط أعود إلى المنزل لأطعم قطي واقرأ قليلا قبل النوم
ألفت البيت كأني ولدت فيه 
حفظت مواضع تكوم الاتربة، معدل دخول نسيم الليل واتجاهه، زاوية ميل المياه في الحمام، حتى الأجهزة حفظتها وحفظتني، قوة شعلة البوتجاز.. قدر احتمال الغسالة للملابس، صار لي موضع مفضل على الكنبة..لا منغصات لكن لا فرحة في الأمر.. مجرد إيقاع ثابت وهادئ محاط بهدوء فقط.
يقول الصديق اننا ولدنا احرار وما يعترض الطبيعة الحرة هو المنغص اما العودة لهذه الطبيعة الحرة فهو العادي، لا يحتفى به

سخان الحمام ليس جيدا.. يطفئ احيانا ويوقد احيانا، يلهب جسدي حين يشتعل وحده 
لكن ظهري اعتاد لسعته اللاهبه وثار ينتظرها. 
لي ثلاثة أشهر لم اذهب للتكييس في الحمام الذي اعتدت ان ارتاده، ان ذهبت ستقول الفتاة ان جسدي الذي كان قد قارب على توحد لونه سيحتاج إلى جلسات اضافية لتعويض الانقطاع، لا استطيع ان احدد ان كان لجسدي لون موحد او لا 
لا أعرف أن كانت الفتاة تخلص النصيحة ام تتلاعب، لكني احب اثرها على عظامي واحب اني لا اخشى جسدي حين اذهب للحمام، الجميع يحاولن تغطية جزء واحد من جسدهن، لا أدري متى بدأ الخجل من ظهور هذا الجزء تحديدا 
لكني اتذكر حين ناداني ابي ذات مرة وقال لي ان الفتاة المحترمة لابد أن ترتدي قميص لا يقل طولا عن هذا المستوى ومرر أصبعه على فخذي، ظل اثر مرور هذا الإصبع ينغزني سنوات، اقيس على موضعه كل ما اشتريه 
وحتى الآن لا أعرف مغزى ذلك 
انظر للبيت من حولي، ينقصه الكثير 
لكني حقا لا أعرف شئ عن مستقبلي فيه 
هل سأبقى لشهر اخر، سنة أخرى ام سنوات لا أعرف 
لا أعرف هل ساسافر هل سابقى 
لا اعرف

Wednesday 6 November 2019

أمامي في هذه الغرفة المتوسطة فتاة 
تبدو مثلي 
تضحك عندما تتوتر 
وهي تضحك كثيرا كلما سألتها عن ما كانت تفعل في وظائفها الفائته 
على يسارها يجلس مختبرها 
يكيل لها اسئلة تقنية، لكنه يرفق بها حين تضحك وحين لا تجيب 
وعلى يساري يجلس زميل اخر من مواليد برج الجدي بكل هيلامنهم الزائف 
أقارب بينه وبين ابن العمة الذي اكتشفت قريبا انه قوس وليس جدي ولكني مازلت اصنفه جدي وأصر انه مثلهم ومثل زميلي 
ومثل هؤلاء الجديان الذين لا يبالون الا بانفسهم

الاحتقان ينال من حنجرتي 
الحرارة تذيب قدرتي على تنظيم الافكار 
والفتاة تضحك كثيرا 
لم تعد ضحكتها تستدر في عطفا ولكن ألما وكمدا وانزعاج 

في خارج الغرفة تصيح السيارات ويهبط الشتاء على مهل 
في مثل تلك الأيام كنا نعد الدقائق على اصابعنا لنتجاور 
لكن الآن دارت الايام ولم تعد الدقائق تعد على الاصابع بل صارت السنوات

يقول الطبيب ان الامر كله في الاكتئاب الموسمي 
اسأله اي المواسم 
يرد الخريف 
اندهش لكني احب الخريف 
....... 
كنت احب الخريف حين كان يحبني 
والآن لم يعد ولا للخريف هذا العشم
.......... 
افتقد كل من يفتقد كل من ذكرتني بهم الغرفة المتوسطة المغلقة 
والفتاة التي تضحك كلما توترت 
والمنضدة البيضاوية التي تفصل بيننا 
وأصوات السيارات المزعجة في الخارج 
والخريف 
واستحياء الشتاء 
والصداع الذي يسبق الحرارة 
وافكار المبعثرة 
وندرة التواد 

Wednesday 21 August 2019

عزيزي الزوز

اشكر بادرتك الطيبة، اشكر خطابك ودأبك واستحضارك وكلماتك،
تلمست صدقه وسعيك في تنميقه، الحق أسر إليك؛
اني أهوى تلقي الخطابات، أهوى ادب الرسائل، وكتب الرسائل تصطادني ببراعة من بين ارفف اي مكتبة ببراعة،
لا سر ذلك الهوس الخفي
ربما أشعر أن الرسائل تنفسية بطبعها، تلقائية نوعا... سرية نوعا، لعلك الآن تدرك كم أهوى الاسرار
الأهم ان الرسائل اندفاعية لا تتسم بكل التنميق الذي حاولت أن تصبغ به رسالتك الدافئة..

الرسائل فاضحة يا صديق
يمكنك فقط أن تستعرض ما تبادله أناس من رسائل لتعرف ما يضنيه كل منهم للآخر
تعرف ان مي كانت تذوب عشقا في جبران بينما يدرجها هو في قائمة معجبيه،
يمكنك أن تستقرأ كم كانت بنت السمان تتلاعب بغسان من رسائله هو فقط،

ضمت رسالتك اعتذار ضمني عن التأخير، وفي ذلك الصدد لا أعرف كيف اعتذر...
عادة لا اتوانى عن الكتابة لحظة تلقي اية رسالة لكن الأمور ليست على ما يرام، منذ اخر لقاء بيننا
منذ عدت من الرحلة اياها لم يعد قلبي معي... القاهرة مقيتة حقا، والحق مشفقة عليكم من النزوح إليها وهجر الاهل والبيت والدفئ والونس
ولربما انتم من عليكم الشفقة علينا حيث لا ونس أصدقاء السكن ولا مغامرة ولا استقلالية ولا شئ جديد
القاهرة منفرة، مميتة، غاضبة، مغضبة، متسارعة بلا هوادة تسير بلا تعاطف فوق رقابنا
التواجد في القاهرة أصبح قاتلا لروحي ولحيوية قلبي، فضلا عن اسئلة وجودية مؤرقة أصبحت لا تفارقني....
اعذر تأخري

اليوم نغز قلبي وجع مايكل
نحن قساة لدرجة ان يسقط من بيننا انسان دون أن يطرف لنا جفن
ليس بيننا من يمكن لأحد الاحتماء به من الآلام تكاد ان تود بحياته

أشعر بالتقصير والذنب إلى أبعد حد
ابعد ما يمكن، الازمة ان بجواري من يستغيثون الآن ويهددون بالانسحاب من الحياة باكملها.. ومازلت لا ادعم... خزي منتهى الخزي

المربك أيضا ان الجميع يذكروني كدعم وسند ومساحة امان وإضافة
لا استحق ذلك
انا اتهم نفسي صباحا ومساءا
اعرف اني لا اقدم الدعم الذي اتلقاه
في النهاية العلاقات محض فضل من اصحابها.
لكن ما أتصور اني أجيد منحه، هو الونس والأمان المطلق لتلقي الحكايات والاسرار

ارواح الناس بالنسبة لي كالاماكن بالنسبة لك
أراها قبل رؤية الوجوه
اعرف المدعي من الصادق، وعليه فانا من وجب علي شكر وجودك المؤنس

اما عن كونك تتخذني قدوة ومثالا وما الى ذلك فارجوك ان تتراجع عن ذلك فورا
لست مثابرة بالمرة، انا مستلمة تماما لمجريات الأمور واهوائي الكسولة لا أهوى المنافسات ولا العزائم ولا السعي فقط افعل ما أراه مريحا لحظيا... اتمنى لك ان تكون أفضل من ذلك كثيرا

  اخيرا اود ان اصارحك اني كتبت بينما احادث صديقة في أمور مأساوية فاعذر سطحية اللفظ والتعبير
واتمنى لك سيجارة هنيئة جدا
مع وعد بخطاب قريب افضل حالا وأقوى مقاما
ليلتك سعيدة

Friday 2 August 2019

لمعت روحها بالطفولة، وجهها اسمر ذلك السمار الذي يفيض بالومض المشع بالدفئ الذي يدفعك لان تحبها فور ان تلقاها
كذلك كل الفتيات السمرويات، هكذا تقول الاسطورة
كل تعميم معطوب تلك هي القاعدة الفقهية الاكثردقة في قياس الكون
الا ان مريم فعلا تبدو ممن خصهم السمارخصالة من الجمال الروحي والظاهري
روحهها تتقافظ من صوتها في طفولة مبهجة لا تعكس كل ما قد تعانيه فتاة سمراء في مجتمع يغني للسمار ويعنصر ضده بل ويعنصر فيه مجتمع السمر ضد بعضهم البعض 
مسالمة، لا تسبح عكس التيار ولا تتنافس من اجل المكانة
مسالمة ولا احد يستطيع اخراجها من هذا الطور باي شكل من الاشكال
داعمة ناعمة، تتصور  ان عليها الشعور بالاخر ومساندته في احلامه والتستر على اوجاعه
اما احلامها الخاصة فلاتكترث ان يشعر بها احد او لا
لديها شعورغريزي غامض انها غير قادرة على الدفاع عن نفسها وان عليها الاستناد الى اخر ليفعل ذلك بنفسه
وربما تلك هي المعضلة

Wednesday 31 July 2019

يكتب الفتى عني انه لا يتذكر صورتي حين قضيت معه الليل في البحر لا شئ معنا الا القمر والامواج لكنه يذكر جيدا شكلي حين جلست قطة سوداء على رجلي ودموعي تنهمر فحفظ الدرس جيدا... لا تمدد يدك لتمسح دموع هي أقوى منك
انهر الفتى... اغضب منه
انهاه عن الكتابة عني
اقول له لا احب صورتي في عينك
فيجادلني مجادلة لا طائل منها....
اراسل فتى اخر لم اعرفه ولم يعرفني
لم يسكن مخاوفي ولم افهم مخاوفة.. يستشيرني في أمر له علاقة بالعمل... اندهش من أفكاره وننهي المكالمة بعد الاتفاق على لقاء للعمل بعد يومين احاول تذكر شئ من لقائتنا الفائته فلا يسعفني ذهني
بدأت المكالمة بشئ من الحماس من جانبه وانتهت بلا روح
افكر في اللحظات التي نخطفها من بعضنا لنشعر بما نود ان نشعر به.. بلا تطلعات... بلا التزمات
افكر في حكمة قالها لي أحمد مرة زمان
البشر ينالون نصيبهم من كل شئ من مصادر متعددة
نصيبك من البنوة ليس من اباك فقط
لكن الأمر أصعب من ان احيطه خبرا وفهما وقبولا
تنتحر زجاجة الصودا البلاستيكية من المبرد
يتهشم غطاؤها البلاستيك وتنفجر على الأرض
اود ان اغضب واصرخ لكن لا أحد هنا ليربت على كتفي ويخبرني ان كل شئ سيكون بخير وان الأمر بسيط
لا مشروب ليسكر يومي
سأضطر للجوء للقهوة السادة مرة أخرى
هل لازال محمد يمر هنا ويقرا كلماتي ليعرف احوالي؟ لن اعرف

Saturday 27 July 2019

فوبيا النظر للأرقام

منذ ما يقرب من عشر سنين، أجبرت عقلي على الامتناع عن حفظ الأرقام
أدركت ضرورة النسيان
كنت قبل ذلك احفظ الرقم إذا قيل أمامي مرة واحدة
يقوم عقلي بالعمليات الحسابية بسرعة فائقة
ثم... كانت الأرقام تسكنني، تؤرقني تتعاضد علي
اقرر الا اهاتف فلان الا ان رقمه لا يفارقني
يحضرني في كل مرة اهم بالاتصال باي شخص آخر
تربت بداخلي فوبيا النظر للأرقام
وعودت ذهني على استخدام الآلة الحاسبة ثم اشفقت على العالم من معاناة ما اعاني منه
ارد على المكالمات قبل أن يرن الهاتف
لا اجعل احد ينتظر، ارد لاقول ان الوقت ليس مناسبا وساعاود الاتصال، كأن عدم الرد لا يجعل هذه الرسالة واضحة ويخلطها برسائل أخرى.
لكني في احتياج لاستعادة مهاراتي القديمة
مهارة الامتناع عن النقاط الهاتف من اول جرس والامتناع وحفظ الأرقام المهمة في ذهني وليس في الهاتف والقيام بالعمليات الحسابية وتقدير الأرقام بذاتي
فهل يقوى عقلي على استرداد ما فرطت فيه؟

Wednesday 24 July 2019

حلوتي آلاء
خطفتني تدوينتك من بطلة روايتي التي كنت بدأت اندمج معاها، مع احتياجها ورغباتها واحلامها وهزائمهاوانسانيتها لالتفت ان شخوص الواقع تحمل احيانا ما يفوق خيالنا بخيال من التراكيب
امس لفت عمر نظري ان روعة اسامة انه يبدو شديد العادية ويصدر نكاتا ذكية لا تصدر عن العاديين، يحلم احلام غير عادية
يتفهم مفاهيم ليست بالعادية
انت كذلك تبدين كفتاة عادية جدا، لكنك لا تكفي عن ابهاري بمساحات التفاني التي يتفنن قلبك في ايجادها
فتايات الاقاليم العاديات لا يهمهن مشاطرة الحبيب فيم يحلم مساندتهن تقتصر على الاقتصاد في مصاريف الطعام حتى يبقين على المال فترة اطول
الفتاة  التي تخشي ان تتحولي لها لا تعبأ ان يقول  حبيبها ان شعيراتها البيضاء تضفي عليها الحسن  بقدر ما تتصنع امام السيدات انها ستبقى دمية ما حيت، هل تذكرين مسرحية بيت الدمية ؟
انها العفريت الذي لبسني، اصارحك اني اكره نورا، كرها صريحا واضحا….لا احب ان اذوب في شريك حتى هذه المرحلة
لا اتصور انها لم تلمح في عينه استخفافا قبل المشهد الختامي
اصارحك ايضا؛ احاول قدر المستطاع ان اخلق لشخصية الرواية التي اكتبها سمات اشبه بنورا وابعد ما تكون عني، احاول ان اجعلها تقبل ما لا استطيع انا تقبله، احاول ان امنحها الاستقلالية لتنسحق بارادتها فيمن تحب ثم افكر، ماذا لو كان لي ان اختار لنفسي سمات وطبائع بعينها
صدقيني لو كان هذا ممكنا كنت ساختار ان اكون مزيجا منك انت ونهال
في غوثية كان الكلام عن الصيام في الشرائع المختلفة، الغوص في تفاصيل المراد منه
كان حديث “رب صائم حظه من صومه الجوع والعطش”ملهما في هذا السياق
فان لم يكن الجوع والعطش مرمى الصيام فما هو اذن
تهذيب الروح؟ اصلاح النفس؟ تربية الذات
اذن فليس الصيام عن الطعام والشراب مناسبا لكل البشر
كان التكليف ان يجد كل منا أفته ويصوم عنها
كان ذلك مما دفعني اقابل نفين بالامس ، جلسنا ما يقرب من ست ساعات متصلة نتحدث، في النهاية قالت لي لابد ان تصومي عن الكتمان، ان تجدي احد تسستطيعي  مشاركته
قلت لها اني بالفعل بدأت اكتب اشياء تمسني واشاركها لكنها لم تصدق

لم ارى فيلم كيت، لكني ادعم يمنى ايضا في حرصها على مشاعرها فيما تشاهد وما تقرأ الا انه يستعصي علي ان احاكي مثل ذلك الحرص
ألمني ادراكك ان وجعك العضوي وجع في اشد مواضع انوثتك
ذلك الالم الذي لا اتصور ان اطعن فيه
قلبي ينفطر على ذلك واود لو افديك فيه
ربما شعوري هذا نفسه نوع من المحاكاة لك، فلو لي ان اشير لك الى نوع الصوم المناسب لك فسأقول كفي عن الانشغال بمشاعر الاخرين ولتربتي على قلبك انت فهو جدير بالاحتضان قبل الاخرين

Sunday 21 July 2019

عزيزي هيثم

وحشتني يا مضروب قلت اما اكتبلك جوابات حب وكده
اه لو تعرف كم كلفني هذا القرار
الواد تيمون له كام يوم لازق فيا زي القوراضة وعشان اعرف اقعد واكتب قلت اهرب منه واقعد على المكتب،  اصله مبيحبش المكتب ومش هيجي ورايا فيه
فضيت المكتب من اطنان النوت بوكس اللي كانت عليه
سيبت سعدية لوحدها مع شوية تماثيل قرود وحبة زرافات وشوية حمير ودباديب صغيرة واللاب توب
وبعدين فضيت الكرسي من الهدوم اللي كانت عليه اللي راح الغسالة وديته واللي راجع منها دخلته الدولاب
تصور ان تضطرني الكتابه لجنابك لخوض كل هذا الهاسيل

فتحت التابلت واحترت اكتبلك هنا ولا هناك واكتبلك عن ايه
الجملة اللي فاتت دي كانت تلكيكة عشان اقولك اني جبت تابلت عشان اكتب عليه، فاهم انت اساليبي الملتوية دي
ومن ساعة ما جبته وانا طول الوقت بكتب

بدأت الرواية بثلاث دخلات مختلفة ومش عارفة هكمل على واحدة فيهم ولا هبدأ واحدة جديدة،

مش فاكرة حكتلك على اللي حصل في الشغل ولا لا
بس اانا خلاص رسمي نظمي فهمي سبتهم
عندي شوية مشاريع صغيرة بيدخلوا شوية فلوس قليلة عارفة اعيش بيها ومبسوطة بشوية الوقت اللي فاضي على ما الاقي شغل جديد
دخلت ورشة دوبلاج عشان اقعد اسجل وبعديين كبرت البنت الصغيرة شوية صغيرة وابقى ابلة فضيلة

عايزة امشي اوي يا هيثم
عايزة الحق اعيش يومين عيشة عدلة في بلد عدلة
بقيت واقفة قدام المفاهيم الابجدية كأني بعيد تعريف الاولية في ظل المعطيات الجديدة في ذهني

يعني ايه حدود ودول؟
ليه بني ادم يتولد في مكان يتفرض عليه يعيش فيه او يلجأ لعوامل كتيرة ويبذل جهد جبار عشان يهرب منه؟
طبعا جنابك دلوقتي عديت الاسئلة دي كلها وقاعد تشيش شيشة وحشة وسط البنات الحلوة

وانا قاعدة اتأمل الذكريات واللي جاي واللي فات

اسكككككت م النادي اليوناني منعوا عنه الحاجات الوحشة بقى مؤدب وفاضي
رحت يوم الخميس اللي مكناش بنلاقي فيه كرسي وكان مفيهوش ولا بني ادم

عم سيد سألني عليك، قالي الاستاذ اللي بيبني بيوت ازاز جاي؟
السؤال شكله عميق اوي

معرفش ليه مقدرتش اقعد في نفس التربيزة، قعدت في واحدة تانية وفضلت ابص على طيفك من بعيد
متتنفخش كده، طز اصلا معرفش ايه اللي يخلي حد يوحشه غلاسة حد يعني وردوده اللي تسد النفس

بس عموما وحياتك لجيلك ما هو انا مش هسمحلك اننا نتحول لذكريات نفتكرها لما نطلع على المعاشات ونقعد قدام البحر نتأمل حياتنا اللي فاتت والاشخاص اللي مروا فيها

يالاروح اتبسط
وابقى احكيلي لما تبقى فاضي

Friday 19 July 2019

حبيبتي


سهرني الاحتياج للكتابة لك
منذ مدة وانا اتحين اللحظات لعل لحظة تحين اختلي بك وافرغ لك
اما وان تلك اللحظة لا تحين وان امري لم يعد واضحا، واني اصبحت اخشى البعد واني اكتب كثيرا هذه الايام فكان الاختيار ان اكاتبك
لم اكن اصادق الفتيات منذ كنت صغيرة، لم افهم كودهم الاخلاقي او نزعاتهم الاستعراضية
لم يكن لي الا قليلا من قليل من نصيب الدردشات العابرة
حتى اتت اماني
انقلبت حياتي كلها
كانت مثلك بشدة، ودودة بصيغة  لاتقاوم، كتومة للاسرار مريحة للاعصاب بارعة في كل شئ متصلة في كل وقت
كنت اكتب لها رسالة او عنها مقالا في كل يوم
كنا نتحدث طوال اليوم، لا ينقطع بيننا حديث ولا يتكرر لنا موضوع
ان قابلني احد سأل اين هي وان رأها احد سأل اين انا
لم يكن احد يجروء على المزاح معي بسخرية او تهكم امامها، كان لها ذلك القبول الساحر الذي يمكنها من دخول اي قلب في لحظة بلا تكلف
وككل شئ مر خريف مزق الاغصان
بين توقعات وخزلان مني ومنها اصبحنا اغراب وصار الحديث مقتصر على المناسبات ثم تلاشى في وقت كانت هي احوج ما تكون الي فيه
لامتني )لاول مرة( لاني لم اكن موجودة، لمتها )لاول مرة(  لانها لم تكن تتحدث فقالت انها لم تكن تقوى على الحديث فقلت انني لم اكن اقوى على الدفع ……….ثم مات كل شئ  ذلك الموات التي تعرفي على وجه الدقة انه لا حياة بعده

ظللت عام اتحدث عنها كانها موجودة واقص على كل جديد انها الاقرب مطلقا، اكتب عنها كأنها هنا
وبعد حين
تكيفت بألم
لم احكي مطلقا القصة هكذا من قبل
كنت احكي اني كارهه تقهقرها، انهزاميتها، لكن ما بحت بما حدث داخلي ابدا

لا اعرف لماذا لم يصيبني ابدا الذعر من العلاقات العاطفية لكن اصابني ذعر من صداقة الفتيات هذا النوع المتفاني العابر للحدود بالذات
هناك دائما خط فاصل لا تخطوه الا واحدة فقط في لحظات بعينها فقط مع ادراكي التام ان هذا عارض جدا مؤقت جدا
وملاحظتي للفرق في التعامل في حضور اخريين او في تعارض المصالح
صارت كل العلاقات عارضة بالنسبة لي
ادرك تماما ذلك واتصرف من خلاله
حتى اتيت انت
منذ اول سطر قرأ على لسانك في غيابك، ثم الدخلة الاولى
اللحظة التي جمع فيها اسمي باسمك منذ دخولك الغرفة لاول مرة حين قيل جاءت لرضوى صديقة
ادركت ان هذا اللسان  نطق بما يوافق القدر
عرفت يقينا انني ان اقتربت اما ارتويت او احترقت
عرفت انني قد ارعبك اقبالا
التزمت الهدوء، بعدت تماما
انتظرت ان يضرب البرق ضربته، ويقول القدر كلمته
حتى كانت جلستنا معا في ظلام ليل الاتوبيس والانس  به
عرفت انني واقعة لا محالة في حالة اقبال عليكي غير معهودة
كنت الجمها حينا وتلجمني حينا
كنت اتحاشى الافضاء لك احيانا
احاول عدم الاتصال في كل المرات التي اشتاق فيها لان احكي لك عن حادث تافه خشية الا تكوني في حال لا يسمح بالكلام
احاول عدم الاغترار بسؤالك علي حين يبدو جلي انني لست بخير
لكن الايام الاخيرة والتفاصيل الصغيرة صنعت الكثير
في البحر في حين كنا نتسابق بطول النفس كنت ما ان اطفو حتى اذكر اسمك واقول ان الاجواء كانت لتكون بديعا ان كنتي معنا
في بكائي الذي طال علي كنت اتصور انه كان سيهون علي ان كنت معنا
في كل شئ اتصور ان وجودك يجعل الاشياء الطف، امتع، اروع 
كل ما افكر به الان ان كل هذا مريب ان قرأتيه

لكن المريب اكثر الا تقرأيه
الخلاصة، انت مريحة جدا…وذلك مربك جدا
اعتذر عن ارباكك بارتباكي لكن القرب يبدو حتمي الان

نهارك سعيد

عزبزي
اظن اني صارحتك سلفا اني اهوى لعبة الخطابات
فان جاريتني فيها لن اكف حتى تخبرني برغبتك بذلك صراحة

اصارحك اني لم اقابل اوغاد، انا مثلك ممتنة للكون واشعر اني مدللته
منذ اسبوع حين كنت في زيارتي للصديقة التي تسكن في نصف العالم الاخر، دار الحديث بين الاصدقاء على كيف ان هذا العالم قاس وان التوقعات مخزية للغاية وان على المرء ان يربت على نفسه بكفه فقط والا ينتظر ذلك من احد غيره
اما انا فكنت الوحيدة التي تقول ان العالم يربت على كتفي بما يفوق توقعاتي مجتمعة
اني مغمورة بمحبة غير مشروطة اينما ذهبت
وان الكون يرسل لي الاشخاص المناسبة في اوقاتهم المناسبة
لا اعرف السر في ذلك، لا اعرف حتى مدى دقة ذلك او الى اي مدى يختلقه عقلي لاني اريد ان اصدق اني اتلقى ما احب ان اتلقاه.

لكن الامر مختلف، التوقيت مختلف، حكيت لك ان سفرتي الاخيرة تضمنت فاصل طويل من البكاء،
في الواقع امر بوقت عصيب حرج ، اظنني سأخرج منه ببعض السمات المغايرة لسمتي وفقا لمناقشتنا نهارا عن كيف يمكن للازمات انتاج سمات مغايرة في الاشخاص
الامر فقط ان مقابلة اشخاص جدد مريحين لم يكن واردا كاحتمال في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد والعباد، فما بالك باشخاص لهم سمات شخصية مماثلة، و ردود افعال مقاربة،

ما احتمالية ان تناقش احد في الدليل الكوزمولجي والانطولوجي ويستجيب دون ان يفغر فاه
ما احتمالية ان يقع حادثي وفاة في عائلتين يفصل بينهما ساعات ولا يعرف احدهما الاخر
ما احتمالية ان يلتقي شخصان بالطريقة الذي التقينا بها ولا يكون احدهما منفرا طاقيا ومزعج جدا للاخر

انا ممتنة لكل تلك التفاصيل الصغيرة وكل المفارقات العميقة
ممتنة لكونك فهيم الى تلك الدرجة
احجم توقعاتي وحماسي، انت تعلم تلك الامور الحملانية
افترض انك نمت الان، فلتهنأ باحلام سعيدة جدا
مودتي

عزيزي...
هذه هي المرة الثالثة التي احاول فيها كتابة هذه الرسالة
المرة الأولى محيت بسوء الشبكة وما الى ذلك من تقنيات تكنولوجية لديها القدرة والسلطة على إلجام او افساح المجال لانسانيات.

المرة الثانية انشغلت مع العائلة، انغمست فيهم... احتفيت بجيل أبناء اولاد العم الذين لم ارهم قبلا... غمرت نفسي بسيل المحبة الذي انحرمت منه سنوات بارادتي، كان ذلك أروع مما تخيلت.
لكني كنت قد اعتزمت الأمر على ان اشكرك وذلك امر لا تراجع فيه ولا استسلام
اشكرك بصدق على الارتياح.

قديما كان للمرء ان يشكر أخاه على أمر كالتضحية بحياته او عضو من جسده فداه، راجع أحاديث الهجرة وحال اقتسام  الأنصاري لاخيه المهاجر ماله وتجارته وبهيمته وزوجاته.. وزوجاته؟!!
ذلك امر نرجأ التعاطي معه والمناقشة فيه لوقت لاحق،
اما الآن فإن لي ان اشكرك خالصة لك في ذلك..
اشكرك حتى على انك اولجت في قلبي اعتزام الكتابة عنك؛ أو لك
الكتابة فعل توثيقي، اعرف انك تدرك مدى خطورة ان يوثق امثالنا ولوج احد لحياته ومخاطر استرجاع ذلك فيما بعد،

كنت قد اعتزمت التكتم على أمرك بعد لقائنا

حتى حادثت صديقتي التي هاتفتني بالأمس وسألتني أين كنت حين اتصلت... وجدت في نفسي ارتياح للبوح عنك
وسألتها اتصدقين اني قابلت شخص مريح
داعبتني قائلة اتحسس مسدسي الآن، لا أحد مريح وان وجد فلن تقابليه...

لكن التناغم والانسجام مع الاشباه مريح حقا
انت اصدار مختلف مني بصورة مختلفة لكنها مقاربة حد الارباك
اتأمل التصرفات المريبة الصادرة مني فلا أصدق ان اجيب هاتفي بلا حرج أمامك
او اتناقش مع أخي في حضرتك
اعرف انك تعرف ان هذه الأشياء ليست بتلك البساطة.
اتصور انك تعرف دون أن أتحدث
واتصور اني اعرف دون أن تتحدث
اتصور ان هذا يستحق التوثيق
انا حقا سعيدة لان املا ما في تواصل إنساني لازال واردا.
             فلك مني امتنان ومودة خالصة
وللحديث باقية

إلى اسامة

اتصور انك تحب الخطابات يا صديق
لا يوجد في العالم حمل لا يحب الخطابات.
هي اختلاس لحظة خصوصية من العالم الذي صار يجبلنا على العوامية، كل شئ صار عام بشكل منهك، او سري جدا بشكل اكثر انهاكا.
لا ضير في قليل من الشكوى، لماذا نقاوم انسانيتنا ونستثمر في تشذيبها كل هذا المجهود

هل تتذكر أحلامك؟
هذا رائع.. فمنذ عام لم أعد اتذكر أحلامي التي أحيا فيها ثلث حياتي
انا انام الثمان ساعات كاملة واحلم منذ اللحظة التي استغرق فيها تماما في النوم حتى اللحظة التي يصر تيمون فيها على ايقاظي ولا اتذكر شيئا

منذ يومين تذكرت
تذكرت اني كنت اجالسك انت وآلاء ونهال وإسلام وآخرين في حلقة، اتخذت جلستنا شكل الدائرة، واتفقنا على ان يأخذ كل منا في حياة الآخر الدور الذي ينقصه، ستكون آلاء مني ومنك ومن اسلام بمثابة الام واكون انا كذلك لنهال
وتكون انت مني بمثابة الأخت وهكذا...
لماذا لم استيقظ لاحكي لكم؟
لا أعرف رأيت ان جزء من عقلي لعب معكم لعبة في مساحة ما وتخيلت ان التكتم سيشجعه على اتمامها في حلقات متتالية
تصورت ان نجتمع كل ليلة في منامي لنلعب مادامت المشاوير أطول من ان نقطعها كل ليلة......
الآن اتصور ماذا لو كتبت المنامات في كتاب وعنونته "منامات الأحبة"
التوثيق آفة اللامطمئن
اصارحك اني اخشى فقدان الذاكرة طيلة الوقت
اخشى ان انسى الفتى الذي أحببت حتى تمنيت الموت على فراقه...
اخشى ان انسى من صاحبت ومن عاشرت وما فعلت.. اخشى انقطاع الكهرباء عن فيوزات عقلي البائس
لكني لا اخشى غضب اي احد علي
وارجوك الا تفعل
لا أظن أن الجميع يعني الغضب الذي تظن حين يلوح به
نحن مجرد عوامل ضغط او اطواق نجاة حيوات بعضنا، بعضنا يختار ان يكون طوق نجاة بالضغط
ذلك مستحيل... لكننا لا ندرك
افعل ما يحلو لك في الوقت الذي تحب ذلك ما اعرف انك تعرف انه صواب

اقولك سر... الآن فقط اشعر بالامتنان العميق لغوثية
اعرف ان عائلة من الأصدقاء اخترتهم بقلبك وحرصت على وجودهم بوجدانك ومشاعرك وبذل خاص من وقتك وارتياح تام لجوارحك افضل من الدنيا وما عليها

امس شرعت في قراءة نوفيلا اسمها شارع بسادة، في مطلعها حكاية عن جدة كانت تطارد الملاك الذي يطاردها في المنام.
كنت افعل ذلك وانا صغيرة
يأتيني الرجل العجوز الأبيض اللحية والشارب والملابس والمسبحة، يحدثني ويربت على كتفي وما ان افتح عيني حتى يتوارى ويختفي
فاغلق عيني ليأتي ثم افتحها تدريجيا كنت اود ان اصطحبه إلى حجرتي وان اشاركه العابي وحاجتي وان يكتب لي في دفتري المرسوم على غلافه بعض الدببة الفرو، لكنه كملاك الجدة في النوفيلا ترك رائحته داخل الدفتر.... كنت أتعجب من مراوغته كثيرا والآن صرت اتفقده في كل منام لكنه لم يعد يأتي وصرتم انتم الذين تأتوني في المنامات واستيقظ لالعب معكم.