Wednesday 6 November 2019

أمامي في هذه الغرفة المتوسطة فتاة 
تبدو مثلي 
تضحك عندما تتوتر 
وهي تضحك كثيرا كلما سألتها عن ما كانت تفعل في وظائفها الفائته 
على يسارها يجلس مختبرها 
يكيل لها اسئلة تقنية، لكنه يرفق بها حين تضحك وحين لا تجيب 
وعلى يساري يجلس زميل اخر من مواليد برج الجدي بكل هيلامنهم الزائف 
أقارب بينه وبين ابن العمة الذي اكتشفت قريبا انه قوس وليس جدي ولكني مازلت اصنفه جدي وأصر انه مثلهم ومثل زميلي 
ومثل هؤلاء الجديان الذين لا يبالون الا بانفسهم

الاحتقان ينال من حنجرتي 
الحرارة تذيب قدرتي على تنظيم الافكار 
والفتاة تضحك كثيرا 
لم تعد ضحكتها تستدر في عطفا ولكن ألما وكمدا وانزعاج 

في خارج الغرفة تصيح السيارات ويهبط الشتاء على مهل 
في مثل تلك الأيام كنا نعد الدقائق على اصابعنا لنتجاور 
لكن الآن دارت الايام ولم تعد الدقائق تعد على الاصابع بل صارت السنوات

يقول الطبيب ان الامر كله في الاكتئاب الموسمي 
اسأله اي المواسم 
يرد الخريف 
اندهش لكني احب الخريف 
....... 
كنت احب الخريف حين كان يحبني 
والآن لم يعد ولا للخريف هذا العشم
.......... 
افتقد كل من يفتقد كل من ذكرتني بهم الغرفة المتوسطة المغلقة 
والفتاة التي تضحك كلما توترت 
والمنضدة البيضاوية التي تفصل بيننا 
وأصوات السيارات المزعجة في الخارج 
والخريف 
واستحياء الشتاء 
والصداع الذي يسبق الحرارة 
وافكار المبعثرة 
وندرة التواد