Friday 1 July 2016

في غمار اللعبة

عزيزتي ساموقة
                     تحية مؤنسة من معزلي الفارغ وبعد


كنت قد تلقيت رسالتك المنعشة لثغرات الروح اشد الانعاش 
والحقيقة اقولها، لقد اصبحتي بارعة حقا في ترويضي واجتذابي..


لقد فشلوا وفشلت في توصيف العلة، لعلها فقدان الشغف والحماسة في كل شئ.
مرض فقدان المناعة المجتمعية المتصاعد، ربما خبرت قليلا كيف اسرد بعض من الاعراض، لكن المسببات والتوصيف والدواء فيلزمها من هو اشد براعة في حب الحياة مولع بالتفائلية مقبل باريحية اصبحت افتقدها..


لكن في وسط كل هذا ربما اتتني كلماتك مربته، لا اخفيك سرا فانا اشتاق لكلماتك المنتقاة وعباراتك المصطفة بعناية وتصوري اياكى تحكين وجنتيك حائرة بين لفظين، وهي سعادة عظيمة ان اكون انا باعثة لتلك الحالة، لم اقصص عليك ان لبنى وعدنان كانوا يتبادلون الرسائل فيما مضى وانى كنت اود لو اشاطرهم تلك المراسم، فبعد ان باتت كل الاشياء كعالمنا لا بريق له تظل بقايا اشياء قليلة هي المغلفة بالمودة وملامسة للقلب كحرفية الرسائل والمخاطبة.


حسنا لقد كان حديثنا مرتبكا ولم اشرح لك كل الاشياء، لكن اعيد عليك ما قلتيه انت، تلك المرة مختلفة في اكثر من موضع، 
فكرت مرارا في ان اغلق حسابي على الفيسبوك واغلق هاتفي واطلب الاجازة التي احتاج اليها واختفي تماما في ساحل ما.
لكن عجزنا امام ما هو موكل الينا احالني مرة اخرى الى ارض الواقع باولوياتها (الارض) وواجباته (الواقع ) واكتفيت بان اقضي اليوم كاملا على فراشي خائرة القوى ( تلك هي اللفظة التى كنت ابحث عنها عصرا ) اطالع مستجدات المسلسلات ناظرة الى النافذة القابعة على طرف الفراش وكأنها في اخر العالم، كان الفطار بعض اصابع البطاطس المحمرة لاني اخشى ان امل الجبن الاسطنبولى والخبز المقدد (هكذا يكون الافتضاح يا صديقة ) .



قمت بثلاث مكالمات ، لك كانت الاولى التي ابهجتني وذكرتني فيم يجب ان ينشغل البال ، والحق اقوله انى اود ان اهاتفك الآن لكن الصداع يكاد ان ينفجر من رأسي ويوزع على الخلائق اجمع فيسعهم .
حادثت لبنى؛ وكانت لا تزال على اعتاب بيتها الجديد فرحة به فاطربني فرحها ونصحتنى ان اخوض تجربة العزال، واظن اني قد افكر في هذا ان مر العام دونما انتحار. 
وهاتفت ابي ، ولا اتذكر تحديدا ماذا قلنا،
وتلقيت المكالمة التى رويتها لك واخرى من صلاح يسأل عن امر ما يخص العمل.




قمت بحذف ما يقرب من ثلاثمائة شخص من حسابي الشخصي بالفيسبوك، ثم كتبت بعض العبارات بالخط الديواني في دفتري المورد الجديد ، وفككت لفافة فنجان جديد وشربت القهوة به وحاولت ان اتم كتابة قصيدة في افساد الشعر لعفرتت عدنان ولكن لم يتيح لي الصداع ذلك 


كما تري فالاشياء مختلفة تلك المرة ؛ لم انكفئ ولم انم سبع ليال هاربة، احاول كسر الروتين والمخالطة ، احاول ان تكون انعزالتى هذه صاخبة بعض الشئ، لكن على كل حال بعد كل ما مر وكل ما فات اظن انك قد تجاوزتينى الى اضيق الدوائر المقربة ، تلك التى لا تفارقنا في الانعزال كفنجان القهوة وصوت درويش ومرئيات المتنبي وبعض من فكاهات تيمون .....



لا تبذلي لمواساتي ، فكونك هنا يا حبيبة هو موساة كونية لا تدركيها ... فقط دعينا نفكر كيف اقول لك تلك المرة عيد سعيد بطريقة تليق بك.

No comments:

Post a Comment