Wednesday 21 November 2018

لم تكن فراعة قامته ونعومة شعره ما فعلت بي الافاعيل 
لكنه طرفه المغضوض دائما ودماثة خلقه وخفة ظله وتلك الخصله البيضاء النابته بحذر في موضعها تماما 
هو نسخة اصيلة من كرم مطاوع ان تخيلته شاب فارع ابيض البشرة يسير بين الاروقة متفحصا باستعلاء ممزوج باهتمام 
وانا طالما قال عني الجميع كم اشبه سهير المرشدي 
هو لي لا محالة في ذلك، بقي فقط ان اعرف كيف روضت سهير كرم 
اذكر انها ذكرت ذلك في لقاء قديم لها 
اتبعت التعليمات كنت احيانا اهتم اعتني واحيانا احجم وادرك تماما ان حبيبي لا يبدو عليه ما يخالجه ولكني احاوط قلبه 
كنت حين اتبعه الى غرفة العمليات اشعر وكأني والجة الى عشنا الصغير 
كنا في غرفة العمليات تماما كرجل وامرأته، يأمر واطيع لا تطال يده الا ما اناوله ولا يسلك مسلكا الا ما يسرته له 
كانت له مساحته الآمنه في ان يعلن كم يحتاجني وكم لا يستطيع تدبر امره بلاي 
وهو لم يعرف يوم غضب علي كم من الجهد بذلت لافعل ما فعلت كنت امر بغرفة الاطباء منتظرة اللحظة التي يمكنني فيه التسلل ووضع شئ اي شئ يبوح بما يجتاحني 
وضعت له ورقة رسمت عليها قلبا بقلمه الازرق وان كنت افضل ان اكتبها بالاحمر وكتبت حبيبتك للابد ووضعت باسمي 
لم اكن لافعل ما تفعله باقي الممرضات حين تنتوي الحصول على طبيب فكنت اعرفه هو رجلي ورجلي لابد ان يبادر من اجلي 
اعرف انه لن يحبذ مني مثل تلك الافعال ولم اكن لاضع في رأسه شكوكا بخصوص ما ان كانت سلوكياتي مع من سبقوه الي كانت مبتذله، لا احب ان يظنني سهلة 
الا انه ثار وهاج وجعل كل ممرضات القسم واطبائه يسمعون صوت صراخه في يومها 
سرت من المشفى الى بيتي باكية، اغرقت دموعي البحر وحلفت الا احبه ثانية 
كنت اذهب الى العمل كل يوم وعيناي تضخان الدم من هول ما بكيته في الطريق واعود الى البيت في نفس الحال 
انقطعت نوبات عملنا معا واستبعدني في كل غرف عملياته 

حتى اتى اليوم الذي عاد فيه بلبلي الي وقال لي في ابوه ومحبة انتي احسن من الغجر دول شكلك بنت ناس طيبين متعمليش حاجة زي دي تاني ويلا اتعقمي وحصليني على غرفة العمليات 

كدت اطير فرحا وسبته والحماس يملأ كل قلبي، كنت انظر اليه بمنتهى الاجلال وهو يلهو بحياة البشر في تمكن ويخرج احشائهم ويعيدها لهم 

وفي يوم كنت انتظره في عشنا الوردي وسط زميلاتي وكلهن يعرفن ما بيني وبينه، حتى اذا اطل بطلته من بعيد لم استطيع جمح الكلمات في قلبي ففلتت مني صيحة ( حبيبي جه ) 
سمعها طبيب اخر وبلغها له في اذنه وقتها، لم يثر علي تلك المرة ولم يقاطعني لكنه نظر الي شذرا نظرة المغاضب الذي راقه ما حدث، وفقهمته. هو فقط لا يريد ان يعرف احد بامرنا 


كان ينزوي في حجرته ايام نبطشيتنا معا، لم يكن  الا اذا اضطررنا لاستدعائه من اجل مريض 
ووجدتها، صرت احقن المرضى بذلك العقار الذي يسبب لهم تشنجا وضيق نفس ثقة في انه يستطيع انقاذهم ثم استدعيه فيأتي مهرولا الي ويحتاجني 
ويطلب مني واعطيه وينعش المريض فيمتن له هو واهله ويشكرونه 
واحببت الامر، احببت ان اعطي حبيبي كل حين عطية شكر وعرفان وشعور بالتفوق والنجاح 
الا انه استطال غرورا وصار يتعامل مع المرضى باستعلائه المعهود، ماتت على يده سبع حالات وفتح تحقيق بشأن الحالات الغامضة التي لا تموت الا في نوبته 
في الحالة الثامنة، هرع اليها مسرعا جدا، قبل ان اتم جملتي الاستدعائية واسرع ينعش الطفلة بكل ما اوتي من بأس وحين فاقت سألها عن ما حدث 
اتضح ان ذلك العقار الملعون يمنع عضلات التنفس من العمل لكنه لا يعيق عمل المخ، وحكت له الشيطانه ان فلانة هذه وضعت لي حقنة شعرت بعدها بكذا وكذا 

وهنا انقلب صاحبي علي، لعله ظن اني غدرت به ولم اعد احبه واني كنت السبب في وضع الشكوك حوله، اعلم انه لا يمكن ان يصدق انه يعجز عن انقاذ مرضاه 
لكن غدرته هي التي ارتدي على اثرها اليوم هذا الرداء الاحمر واجر الى طاولة النهاية 

No comments:

Post a Comment