Monday 10 August 2015

عن س.ع.

فقط من اجل الذاكرة واجلالا لفضيلة التدوين
فقط لاني عهدت مشاهد تحرجني امام نفسي اكثر مما يجب
سأكتب لمحات طفيفة عن "احدهم"
كي اولا تزنه نفسي بما تستحق ان توزنه
وثانيا حتى اذا حنيت يوما اليه اجد عناوين سريعة لما كان
واذكرني ان التفاصيل كلها مجموعة في دفتر زهري تعلوه فراشات( امقت لهوها )في الدرج الثالث من يمين مكتبتي بين صفحات اؤشر عليها بفاصل اصفر مكتوب عليه عنوان (ح87)
وثالثا حتى ان جاء يوم ما ونسيته او رأيت صورة له في مكان ما لا تضل معه تفصيلات بعض من وقتي
لنسميه الآن س.ع.
حسنا على شاكلة كل الاشياء كان س.ع. جميل في البدايات
جميعنا يعرف ذاك التوهم وانتظار القدوم واختلاق الموضوعات لبدأ حديث جانبي انفرادي
وذبذبات تمضي عبر اميال
ونداءات تصل لتأتي بشخص ما في نفس اللحظة التي تفكر فيه بها
كل تلك اللطفات وزد عليها؛ كان لين الحديث غير متعصب لاراءه، غير مستهزئ ولا ساخر ولا متهكم
كان عذب الصوت لابعد ما يمكن، وكان يعرف هذا ويعرف كيف يؤدي زكاته افضل اداء
لم يكن يحكي حكايات ولم يكن يسمع الثرثرات لكنه كان يجيد النقاش
لم يكن متطفلا ولا فضولي ولم يلعب دور معاون المباحث ابدا، كان يترفع عن السؤال مادمت الحقائق لا تروى له والحق يقال اني كدت اقول عنه لا مبالي
كان يحضر لي شيئا ما في كل مرة يقابلني
والحق انه كان بارع في اختيار هدياه
والحق ايضا اني اكتشفت حبي غير المحدود للهدايا (الكثيرة) بسببه
كان يسمي ندائتنا صلاوات، وكان يحسن الخشوع في تلك الصلوات
كان دائم التشجيع لكل فكرة قد تبدو طيبة
لدرجة انه كاد يقنعني انه مغامر
لم يكن كسولا فقد كان يأتيني من مسافة ليست بالهينة
الا انه كان كسولا فيم يخص البذل لي، كان خانعا، كان يعتذر كميكانزم دفاع سخيف ودائم، كأنه يقول لي لا تلوميني انتهينا انا اسف ان كان هذا يرضيكي او لا المهم ان يغلق باب الحديث في ذلك الشأن
كان يكره المواجهات التي تفصل امورا بالنسبة لي
لا يقول الشئ بشكل مباشر، احيانا بما يحترم ذكائك واحيانا بما يهينه
كان لا يجابه
لم اكن اتصور انه يمكنني ان اجلس متربعة امام التلفاز والتهم بعض المكسرات المضاف اليها كراميل بينما هو يخوض معاركي عني ولو لمرة واحدة ولربما لن احتاج هذه المرة لكنه من اللطيف ان اعرف انني اذا احتجتها فهي جائزة الحدوث
كان قصير النفس عنده اهدافه الخاصة غير معني بما هو لي
اما ما ققد قصم الظهر واوجع
انه حين التفت عنه برهة فر لغيري لانه ظن التفاتتي ذهاب بلا عودة وكأني كنت اعمل حارس عقار لديه فيستبدلني فور ذهابي لان الوظيفة لا يصح لها ان تبقى شاغرة.

No comments:

Post a Comment