Friday 19 July 2019

عزبزي
اظن اني صارحتك سلفا اني اهوى لعبة الخطابات
فان جاريتني فيها لن اكف حتى تخبرني برغبتك بذلك صراحة

اصارحك اني لم اقابل اوغاد، انا مثلك ممتنة للكون واشعر اني مدللته
منذ اسبوع حين كنت في زيارتي للصديقة التي تسكن في نصف العالم الاخر، دار الحديث بين الاصدقاء على كيف ان هذا العالم قاس وان التوقعات مخزية للغاية وان على المرء ان يربت على نفسه بكفه فقط والا ينتظر ذلك من احد غيره
اما انا فكنت الوحيدة التي تقول ان العالم يربت على كتفي بما يفوق توقعاتي مجتمعة
اني مغمورة بمحبة غير مشروطة اينما ذهبت
وان الكون يرسل لي الاشخاص المناسبة في اوقاتهم المناسبة
لا اعرف السر في ذلك، لا اعرف حتى مدى دقة ذلك او الى اي مدى يختلقه عقلي لاني اريد ان اصدق اني اتلقى ما احب ان اتلقاه.

لكن الامر مختلف، التوقيت مختلف، حكيت لك ان سفرتي الاخيرة تضمنت فاصل طويل من البكاء،
في الواقع امر بوقت عصيب حرج ، اظنني سأخرج منه ببعض السمات المغايرة لسمتي وفقا لمناقشتنا نهارا عن كيف يمكن للازمات انتاج سمات مغايرة في الاشخاص
الامر فقط ان مقابلة اشخاص جدد مريحين لم يكن واردا كاحتمال في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد والعباد، فما بالك باشخاص لهم سمات شخصية مماثلة، و ردود افعال مقاربة،

ما احتمالية ان تناقش احد في الدليل الكوزمولجي والانطولوجي ويستجيب دون ان يفغر فاه
ما احتمالية ان يقع حادثي وفاة في عائلتين يفصل بينهما ساعات ولا يعرف احدهما الاخر
ما احتمالية ان يلتقي شخصان بالطريقة الذي التقينا بها ولا يكون احدهما منفرا طاقيا ومزعج جدا للاخر

انا ممتنة لكل تلك التفاصيل الصغيرة وكل المفارقات العميقة
ممتنة لكونك فهيم الى تلك الدرجة
احجم توقعاتي وحماسي، انت تعلم تلك الامور الحملانية
افترض انك نمت الان، فلتهنأ باحلام سعيدة جدا
مودتي

No comments:

Post a Comment