Friday 19 July 2019

حبيبتي


سهرني الاحتياج للكتابة لك
منذ مدة وانا اتحين اللحظات لعل لحظة تحين اختلي بك وافرغ لك
اما وان تلك اللحظة لا تحين وان امري لم يعد واضحا، واني اصبحت اخشى البعد واني اكتب كثيرا هذه الايام فكان الاختيار ان اكاتبك
لم اكن اصادق الفتيات منذ كنت صغيرة، لم افهم كودهم الاخلاقي او نزعاتهم الاستعراضية
لم يكن لي الا قليلا من قليل من نصيب الدردشات العابرة
حتى اتت اماني
انقلبت حياتي كلها
كانت مثلك بشدة، ودودة بصيغة  لاتقاوم، كتومة للاسرار مريحة للاعصاب بارعة في كل شئ متصلة في كل وقت
كنت اكتب لها رسالة او عنها مقالا في كل يوم
كنا نتحدث طوال اليوم، لا ينقطع بيننا حديث ولا يتكرر لنا موضوع
ان قابلني احد سأل اين هي وان رأها احد سأل اين انا
لم يكن احد يجروء على المزاح معي بسخرية او تهكم امامها، كان لها ذلك القبول الساحر الذي يمكنها من دخول اي قلب في لحظة بلا تكلف
وككل شئ مر خريف مزق الاغصان
بين توقعات وخزلان مني ومنها اصبحنا اغراب وصار الحديث مقتصر على المناسبات ثم تلاشى في وقت كانت هي احوج ما تكون الي فيه
لامتني )لاول مرة( لاني لم اكن موجودة، لمتها )لاول مرة(  لانها لم تكن تتحدث فقالت انها لم تكن تقوى على الحديث فقلت انني لم اكن اقوى على الدفع ……….ثم مات كل شئ  ذلك الموات التي تعرفي على وجه الدقة انه لا حياة بعده

ظللت عام اتحدث عنها كانها موجودة واقص على كل جديد انها الاقرب مطلقا، اكتب عنها كأنها هنا
وبعد حين
تكيفت بألم
لم احكي مطلقا القصة هكذا من قبل
كنت احكي اني كارهه تقهقرها، انهزاميتها، لكن ما بحت بما حدث داخلي ابدا

لا اعرف لماذا لم يصيبني ابدا الذعر من العلاقات العاطفية لكن اصابني ذعر من صداقة الفتيات هذا النوع المتفاني العابر للحدود بالذات
هناك دائما خط فاصل لا تخطوه الا واحدة فقط في لحظات بعينها فقط مع ادراكي التام ان هذا عارض جدا مؤقت جدا
وملاحظتي للفرق في التعامل في حضور اخريين او في تعارض المصالح
صارت كل العلاقات عارضة بالنسبة لي
ادرك تماما ذلك واتصرف من خلاله
حتى اتيت انت
منذ اول سطر قرأ على لسانك في غيابك، ثم الدخلة الاولى
اللحظة التي جمع فيها اسمي باسمك منذ دخولك الغرفة لاول مرة حين قيل جاءت لرضوى صديقة
ادركت ان هذا اللسان  نطق بما يوافق القدر
عرفت يقينا انني ان اقتربت اما ارتويت او احترقت
عرفت انني قد ارعبك اقبالا
التزمت الهدوء، بعدت تماما
انتظرت ان يضرب البرق ضربته، ويقول القدر كلمته
حتى كانت جلستنا معا في ظلام ليل الاتوبيس والانس  به
عرفت انني واقعة لا محالة في حالة اقبال عليكي غير معهودة
كنت الجمها حينا وتلجمني حينا
كنت اتحاشى الافضاء لك احيانا
احاول عدم الاتصال في كل المرات التي اشتاق فيها لان احكي لك عن حادث تافه خشية الا تكوني في حال لا يسمح بالكلام
احاول عدم الاغترار بسؤالك علي حين يبدو جلي انني لست بخير
لكن الايام الاخيرة والتفاصيل الصغيرة صنعت الكثير
في البحر في حين كنا نتسابق بطول النفس كنت ما ان اطفو حتى اذكر اسمك واقول ان الاجواء كانت لتكون بديعا ان كنتي معنا
في بكائي الذي طال علي كنت اتصور انه كان سيهون علي ان كنت معنا
في كل شئ اتصور ان وجودك يجعل الاشياء الطف، امتع، اروع 
كل ما افكر به الان ان كل هذا مريب ان قرأتيه

لكن المريب اكثر الا تقرأيه
الخلاصة، انت مريحة جدا…وذلك مربك جدا
اعتذر عن ارباكك بارتباكي لكن القرب يبدو حتمي الان

نهارك سعيد

No comments:

Post a Comment