Monday 8 July 2019

ظلت وظيفتها بالنسبة لها الحائط الذي تحتمي به من برودة اعين الخلق كانت تسمي نفسها احيانا مربية واحيانا جليسة اطفال واحيانا تسمي نفسها دادة اما محل عملها فهو ايضا يختلف اختلاف محدثها فهي تقول تارة انها تعمل في مصلحة حكومية وتارة في حضانة راقية وتارة في دار ايتام وتارة اخرى في وزارة الداخلية، وتلك الاخيرة تدخرها للاحتياج في المواقف العاتية
اما حقيقة وظيفتها؛ فكانت عاملة في دار من دور رعاية الطفل التي ينشأ بها اطفال المسجونات فوق عمر السنتين كانت احيانا تستقبل الاطفال المستجدين بدموع تبلل ملابسها واحيانا بجمود قادر على تهشيم الحجر
لكن ذلك الطفل العنيد لم يكن كباقي الاطفال الذين اواهم حضنها سلفا
لم يكن خائفا ولا متلفتا كانه يملك الكوكب بمن عليه نظر لها في جمود وسألها بنبرة استعلاء رئيس لمرؤسيه انتي بقى اللي هاتحكيلي حدوتة النهارده ؟
في استخفاف قالت لا يا حبيبي احنا هنا مبنحكيش حواديت هنا بنام على طول
في تحدي قال بس انا مش بنام الا بحدوتة لو مش بتعرفي حواديت وديني عند مامي او نانا عفاف او دادة امينة هم بيحكولي حدوتات حلوة
وقف متسمرا متكتف الايدي منتظرا قرارها
بينما هي للمرة الاولى في تاريخها المهنى رأت فيه شبح ابنها الاصغر يوسف
نفس العناد نفس التسلط الزائف ونفس الحجج المستخدمة وقبل ان تنطق بكلمة وضع كفة الصغير بين كفها وجذبها قائلا شكلك متعرفيش حدوتات….تعالي تعالي انا هحكيلك حدوتة تحكيهالي
وهنا قررت انها سوف تغمره بما يستحق لينام سريعا ما هي مش ناقصة خوتة عيال
بدأت الحكايا بقصة الطفل يوسف الذي يفعل بعض الشقاوات ويسبب لنفسه المتاعب التي لا  يقوى على مجابهتها وحده كاستدعاء ابو رجل مسلوخة الذي يتغذى على اجساد الاطفال العاقيين
استطردت كثيرا في وصف جسد وتشوهات جسد ابو رجل مسلوخة وامنا الغولة وكل مثيرات الرعب التي عرفتها والتي تعرفها، جزء منها كان يود ان ينام الصغير باي طريقة واخر كان يود النيل منه وكسر شوكته ومعاقبته على عدم الانصياع مثل باقي الاطفال
لكنها لم تلحظ في عينه ايه رعب عوضا عن ذلك رأت تعاطفا وتأثرا، ثم اتى دور الصغير ليحدثها عن حياته التي ظن انها صغيرة والعابه التي حاولت ان تتخيلها فوجدت ان غرفة العابه تعج بما قد يبهج ابناء قريتها باكملها، لم يكن الصغير يعلم وهو يحكي لها عن باريس التي زارها السنة الفائتة بصحبة عائلته انه يسلخ قلبها عجزا وكمدا على اطفالها ناهيك عن نصيحته الاخيرة من اجل ابو رجل مسلوخة للذهاب لاحد اطباء التجميل بباريس للاستشفاء تنهدت وقالت له ان ابو رجل مسلوخه لا يستطيع حجز موعد مع الطبيب حيث ان هاتفه لا رصيد به

No comments:

Post a Comment