Saturday 29 October 2016

إلى أحمد/..

تحية طيبة ...لا يضيرني في شيء  ان تبادئني الكتابة مرتين على التوالي
الأمرلعبة طفولية في ذاتها، ربما راق لي ان يرسل لي احد خطابا


هل شاهدت فيلم هيلوبليس من قبل ؟
هل سمعت الرسالة المسجلة بصوت هند صبري في اخره ؟
ربما هو ذلك العبث الذي يحيط بنا.. ربما هو الذي يجعلنا نتفقد ما انفلق منا وانقطعنا عنه بعد ان اتصلنا واتحدنا به


تعرف يا أحمد، علاقاتنا كلنا اصبحت اكثر تعقيدا من ذي قبل
صارت الامور مرتبة اكثر من اللازم او مبعثرة اكثر من اللازم
يخالطها بعض من صراعات هامشية صراعات بين من يدعون المحبة
يصارعون ضد بعضهم البعض لا معا ضد العالم باجمعية قبحه
صراعات تحقق يظن خائضها انه انتصر أن انهزم صاحبه.

ذكرت في موضع ما من رسالتك عودة الابن لامه وحنينه لها وهرولته اليها،
وانا لست اما يا احمد، لدي ما لدي من ازمات ثقة ومواضع تحفظ وانتظارات للاسوء من الجميع
احمد هل لديك دليل على أن الفاعل خلق مرفوع بالضمة؟ 
ليس لدي دليل انك تفهم تماما مغزاي من تذبذب كل الثوابت وتبعثرها... كل الاشياء قابلة للاختبار وللشك والاخذ والعطاء وربما التغيير 
مكالماتك الاخيرة كانت لائمة
كنت تلومني على الخنوع وتحثني على المطالبة بحقوقي وتندهش من تفريطي فيم يضم لاحقاياتي...
ربما وربما ما اظنه حقي ليس كذلك وربما ما اظنه ظالمي هو مظلوم ..
لم اعد اعبأ بشئ كل الاشياء عابرة طارئة ونحن كما يزعم درويش مارون بين كلمات عابرة 
فدم بينها نسيميا فرحا



المرسل اليه معلوم




عزيزي احمد

اربكتني رسالتك حد التوتر؛ ربما لأنها لم تكن ضمن قائمة ما انتظره من العالم في هذا الموسم
هكذا هي الحياة كما عهدتها يا احمد، ومضة موترة مباغتة تأتيك جملة وتعطيك جملة حين لا تنتظر شئ
وتبخلك كل شئ وتضني بكل شخص حين تنتظر،


انا مثلك تساءلت عن باعث الحروف الآن، ومثلك لم اجد دافعا لهذا،
لكن الكلمات نور، يهدى ولا يحبس، ربما هو المناخ التشاؤمي العام
وربما هو فصل الشتاء " وربما أصبحت ماضيك المفضل في الشتاء"

ربما هو احتياجي انا الشخصي في هذا التوقيت تحديدا لان يمر شخص ما ليقول لي اني لست عابرة واني لست منسية  بالكامل..
والحق أن أمر التخاطر كان يشغلني جدا في الايام المنصرمة، فاني يا احمد أصبحت أقرأ الأفكار او انقلها بشكل جيد.
كل ما ينقصني هو ان اعرف على وجه الدقة ايهما المبتدأ ، هي يفكر الشخص بي فاخطر على باله في اللحظة نفسها فيهاتفنى
ام اخطر على باله فاعرف ذلك قبل ان يهاتفني؟
هل يسترسل شخص ما في شرح اموره فيلخصها عقلي في كلمتين فتنتقل إلى عقله فيقولها ام أن عقله يكون اسبق الى ذلك

ليس الأمر يخصك في شئ؛ فرسائلك عادة مباغتة، سابقة للعقل والتخاطر ومهاترات الطاقة والكرامات.

تكلمت عن انس أصابنا فيما مضى، انا ايضا اذكر تلك الايام الحسان وتشاطر التساؤلات بريق الذكريات في الإحاطة  بتلك الأيام،
فهل تعتقد ان الأمر كان جميلا هكذا لانه كان جميلا، ام لان كل منا كان بحاجة لجمال ما يتخلل حياته أضفاه على صاحبه او على أيامه معه ؟
ربما كثافة التواجد كانت عاملا مؤثرا في أكثر من موضع
فانا لا يكفيني نصف تواجد ولا يكفينى بعض الوقت، ولا يشبعني موعدا للقاء،
ان كنت معي فأنت معي تماما؛ انت وعملت ودراستك وطموحك واطماعك في معايشة كاملة لنظيرهم عندي
ربما كان لذلك اثر في خلق حوارات مشتركة لا تنقضي ولا تفنى
فكانت المناقشات لا تنفض، فكل مشهد احياه معك اود ان احادثك عنه وان تفسره لي ، وان اعرف عنك وعن عملك وعن خياراتك اليومية، وربما كان له اثر ايضا في ان تهدد مساحتك الشخصية فتسعى للفرار من الخناق ونيل قسطا من متنفس

وربما كنت ايضا غير مبالية، يتضح من كلماتي وافعالي اني لا ابقي على احد ولا شي
وان كل احد/ شي قابلا عندي للاستبدال او الاستغناء
ربما كل هذا وربما كانت الاسباب غير مستدل عليها
وربما كان السعي لوصل ما انقطع في غير موضعه كرشف كوب من الشاي بعد الانصراف عنه و اهماله وبعد ان بردت حرارة مائه
ومياه الشاى لا تغلى مائها مرتين يا عزيزي
اما عن نيبال فاني ارجو ان تنعم بها وتنعم بك، ارجو ان تحضر لي هدية من الهماليا تلك
وان تذكرني عند كل موضع هناك وان تكثر التصاوير وان تحاول الكتابة لي


ربما التقينا مرة بعد سنوات يا احمد فضحكنا او حكينا، ربما صار لك ابنه تشبهنى في شي ما من طباعي فناديتها باسمي ايضا فتذكرتنى وابتسمت، ربما
ربما كانت رسالتك لها وجهة توديعية او مراد اعتذاري او ربما هي مجرد خاطر عابرا في ذهن من اوشك على السفر ..ربما


ربما ندمت بعد ارسالها وربما وددت لو لم اقرأها
ربما

لا اعرف غير ان فلبي صافيا تمام الصفاء، يتمنى لك اكثر مما ينبغي له ان يتمنى من احسان الحياة اليك ووقوف السعادة على اعتابك.


                                                                                                                                              الى لقاء

                                                                                                                                                 رضوى