Friday 14 June 2019

تقول الجدة ان ست الحسن والجمال لم ترى الوالدة الا لحظة الولادة وان شعرها الذي تعلمت وحدها ان تصففه صار اسود مجدولا طويلا، تقول انها لم تعرف من الحمرة الا ما طبعه الخجل على وجنتيها وان الشاطر حسن سار تحت شرفتها ذات مرة تائها فما ان رأهها الا واحبها واخلص لها وتألفت روحيهما بلا انفكاك ولا تشاحن وأصبح كل منهما احرص على صاحبه من نفسه
وأصبح له فيه أكثر مما له في نفسه، تقول ان المحبة تقذف هكذا دفعة واحدة في قلوب المتحابين فلا يتغاصمان ولا يتلاومان وان جمال القلوب ينطح على الوجوه فلا يحلو وجه قبيح الروح

تقول الجدة ان أخوة ست الحسن كرهوا جمالها والتفات حسن لها دونهم فانتقموا منها فيه بسحرهم المنفوث في العقد ووضعوا له الزجاج المكسور السموم أسفل نافذتها وان الشاطر حسن مرض واحتارت الاطباء في داءه ودواءه وان والده الملك بعث المنادي في الأسواق والازقة والشوارع يعلن جائزة الملك لمن يداوي ابنه العليل وان تلك كانت المرة الأولى التي تدرك فيها ست الحسن هوية حبيبها الغائب عن زيارة شرفتها منذ ايام
فباتت ليلتها غارقة في دموعها حتى إذا انتصف الليل انتصر لها ملاك الحب وقد اوزع اختيها ان يتنكرا في هيئة حمامتين ويقفا بالقرب من شرفتها لينعما برؤية آلامها ودموعها
واستيقظت ست الحسن على فحيح نفسهن الا ان ملاك المحبة قذف في قلبها ان تتوخى الحذر وتدعي النوم
وسمعت همس اختيها وقولهن ان من أين له ان يشفى ومن أين لطبيب ان يعلم أن شفاءه في مطهو كبدتهن وقلبيهن مضاف اليه القليل من حبة البركة والكثير من العسل
فاضت عينا ست الحسن بالدموع وهي تترقب نوم الاختان حتى تذبحهن وتذهب وجع المحبوب
ككل حكايات الجدات. شفي الأمير حسن من علته وانتصر الحب وعاشا معا حياة طويلة مليئة بالمحبة بلا مشاحانات ولا ضغائن

No comments:

Post a Comment