Saturday 30 May 2020

الحائط أبعد مما ينبغي
وليس هناك ما أتكئ عليه
سقوط عادي
وارتطام بحواف
غيّرت أماكنها في العتمة
كما أن البلاط
-الذي كثيرًا ما نظفته من تراب أحذيتهم-
لم يكن رحيمًا

السكينة لن تسقط
وتذكاراتي المضيئة
التي تجمعها من أجلي
لا أريدها
يجب أن تظل خيانتي معلقة
في سقف البيت،
وأن تتحسسها من وقت لآخر
مؤكدًا
لنفسك أن الرعب
ليس فقط
في سقوط الأشياء من أعلى

لا أذكرُ من أحلام الأمس
إلا رغبة في تأريخ موضوعيّ
لارتباط اللذة بالعتمة
والعتمة بالرعب
والرعب بالاستيقاظ من النوم
في مواجهة وجدانٍ أسود.

كيف أسمح لنفسي
أن أكون وحيدة؟ 
وتظل عندنا جدران
نخربشها بأضافرنا
ونصرخ خلفها
دون أن نزعج أحداً
لديه وسائل أخرى لتمضية الوقت

لابد أن أقول لحبيبي
أشكر خيانتي
لولاها،
ما انتظرت كل هذا الوقت
لاكتشف فراغا استثنائيا في ضحكتك.
سأتلقى موتك
على أنه آخر ما فعلته ضدي

هددت كل من أحبوني بالموت إذا فقدتهم، ولا أعتقد أنني سأموت لأجل أحد
فالمنتحرون بلا شك وثقوا في الحياة أكثر مما يجب،
فظنوا أنها تنتظرهم في مكان آخر .
وأنا لن أخرج من هنا، قبل أن يموت أمامي،
سأضع أذني على صدره ، حيث السكوت أوضح من أن تشكنني فيه قطة لها أظافر امرأة محبطة
تحاول بهيستيريا قلب سلة المهملات، المليئة ببقايا نهارنا معا
سلة المهملات التي أضعها أعلى السلم
لأثبت للجيران أن لدي عائلة آمنة
لا يُمكن أن يكرّر الموتُ فِعلتَه
في نفس الغرفة ٬ في مساءٍ واحد.

لكن قد يتحول ما اقتنيناه في لحظة سابقة على أنه انتصارات إلى فضائح و هزائم في المستقبل. ما الذي يحدث لصور الزفاف الجميلة بعد الطلاق؟ لصورنا مع صديق أو حبيب بعد اكتشافنا كم الأذى الذي سببه لنا؟ ما الذي في أيدينا غير الانتقام بتمزيق الصور أو حرقها أو على الأقل إخراجها من الألبوم و الاحتفاظ بها في مكان ما... حتى نعود إليها و نغضب؟ بقدر الشغف الذي نؤلف به ألبومًا ما، ما يعادله من رغبة في تدميره.

في مقهى جانبي..... 
سأحكي لرجلٍ لا أعرفه أشياءَ كثيرةً دُفعةً واحدة، هو..سيشير إلى الجانب الأيسر من صدرهِ
وأنا..
سأوميء برأسي في حياد المُمرِّضات
وسيعرفُ كلٌّ منّا،
أنّ الآخر يحمل فوق ظهره،
طفولةٌ حُرِمَت من الذهابِ إلى مدينةِ الملاهي

لابد أن تموت أمامي
موت أحبائنا فرصه رائعه لنبحث عن بدائل
في قطارات شرق الدلتا, تعودت أن أختار سيده مناسبه
تفتح لي خزانة تعاطفها عندما أخبرها بموت أمي و أنا في السادسه

في الحقيقه
حدث هذا و أنا في السابعه
و لكن "السادسه" تبدو أكبر تأثيراً
فالأمهات في منصف العمر يدمن الحزن
ربما لتبرير حداد سابق لأوانه
و الرتوش البسيطه أثناء الحكي
لها سحر
لن يفهمه أبداً من لم يضطروا لسرقة حنان الآخرين
تواجه اليتيمة في هذه الحواديت الحياة وتتعرف على الشر وتدخل في التجارب لا لأن لديها روح المغامرة،
بل لأنها ببساطة فقدت الأم التي كان يجب أن تحميها،
وعليها الآن أن تتعلم كيف تنجو من الشر بنفسها،
إنها في الحقيقة لم تكن لتصبح بطلة إلا بسبب موت أمها.


إيمان مرسال

No comments:

Post a Comment