Tuesday 8 June 2010

تاريخ لا ينسى

ها قد عاد ذلك الضيف من جديدد انه ذلك التاريخ الذى حفر تواجدك فى حياتى اقف عاجزه عن تخطيه وتجاهله والمضى فى حياتى الطبيعه اجد اتخذت خطواتى الثابته المهروله الى هنا الى حيث كان شبابنا وكانت ايامنا الى حيث كنا نلعب ونلهو ولا نبالى شيئا الى حيث كنا نقضى الايام ولا نبالى كم مر من الايام اتذكر ذلك المتجر الذى طالما اقتحمناه لنحتمى بمكيف الهواء به من حر الظهيره
اتذكر حين كانت الشمس ترافقنا يومنا وتسجل فى سجالتها اسمى ذكريتنا وتعدنا ان تقف بجانبنا لتحقيق احلامنا اتذكر حين كانت تميل علينا لتودعنا عن الشاطئ وكنا نرقض لنلحق بها قبل ان تذهب وتتركنا اتذكر ضحكاتنا التى كانت تملا الكون من حولنا اتذكر هذا الرصيف الذى جلسنا عليه متربعين نستحى الشيكولاته الساخنه ونأكل فول :) اكل الفقراء الذى كنا نعشقه اتذكر هؤلاء الفقراء الذين كنا نجلس معهم ليقصوا علينا الاقاصيص التى يختلقوها ونجلس بجوارهم على ارصفه الطرق تتساقط دمعاتنا ونتمنى لو نمتلك اموال العالم لنوعها عليهم جميعا تذكر يوم قابلنا قريبى ونحن فى طريقنا لشراء الايس كريم ووقف يتحدث معى قليلا حين تركتنا انت وذهبت لشراء الايس كريم وعدت وعيناك ممتلئتان بالشوق والغيره واثناء نقاشنا الحاء بعدها كيف القيت بالايس كريم فى الشارع وعلا صوتك حينها نظرت اليك متبسمه ونظرت انت الى المانجا والشيكولاته فى تكوينهما على ارض الشارع وفى لحظه واحده جاءت الى الفكره مثلك والقيت انا الاخرى بها وانطلقنا نرسم اسمائنا بها على ارض الشارع ،او تذكر كم كنا نكره الذهاب الى مصر الجديده ذلك المكان الذى نال مقتنا بكل جداره ولم نجد نحن الاثنان لذلك تفسيرا ولكن حتى الآن لم استطيع ابدا الذهاب الى هناك
اتذكر هذا المقهى :) حيث جاءت اليك النادله تبتسم وتسألك عن ان كنت اسعد حالا اليوم وجاوبتها انت باقتضاب وكأنك تهمس فى اذنها بان الوقت ليس مناسب الآن اتذكر حين انفعلت عليك وقلت لك" دى ناقص تقولك انتوا اتصالحتوا ازاى " لن انسى ابتسامتك وتهليلك وقتها "اخيرا غيرتى " ثم محاولاتى المستميته فى اقناعك فى ان الموضوع لا يتعدى كونى لا احب ان يتدخل احد فى شؤوننا  او يعلم امرا عن اسرارنا وخلافتنا ، اوتذكر ذلك العصفور العنيد الذى كان يقف خلف نافذه غرفتى ويصر على ان يوقظنى للقائك فاستيقظ ساخطتا عليه لانه لم يتركنى اهنأ بك فى حلمى واستيقظ لارتدى ملابسى فى عجاله وتلامس قداماى درجات السلم على عجل لاصل لاخر درجه واصل الى مصدر الصوت الذى اسمعه صوتك وانت تتناقش مع حارس عقارنا عن بعض الامور السياسيه
اوتذكر يوم رأيت امك اول مره
اوتذكر نظره الشوق التى رأيتها فى عينها وكأنى ابنتها التى طال شوقها لها اوتذكر حين كانت تحضننا نحن الاثنين وتروى لنا الحكايات او نجلس تحت قدميها نشاهد فيلما وتتساقط دموعنا رغما عنا او تذكر حين كانت توصيك بى وحين كانت تضمنى وترعى فى عيناك نظرات الغيره فتبتسم وتقول لى "عبيط " واوافقها القول
تذكر حين تشاجرنا فى منزلكم وكسرنا بعض التحف النادره والثمينه التى تقتنيها والدتك وصبت غضبها كله عليك وقالت لى ولا يهمك مهو انا كنت شايلهملك اصلا ، اوتذكر كيف كان يغار ابى منك كيف كان ينهرنى حين احكى عنك ويقول لى هوه انتى معندكيش حاجه غير البنى ادم ده نتكلم فيها اوتذكر كيف كنت بارعا عبقريا فى تحويل حنقه عليك الى حب شديد ولهفه اليك كان يأخذك معه لتختار له العطور التى يشتريها .
ها انا قد وصلت الى ها هنا الى نفس المكان ،انه لم يتغير فيه شيئ اصابته بعض الكآبه فقط تنقصه رائحتك فقط الرائحه التى كانت تفضحك وتكشف عن وجودك حين تأتي من خلفى وتحاول مفاجئتى اتعلم اننى اشمها الآن نعم نعم لست متوهمه اننى اشم رائحتك استدرت للخلف فجأه فوجدتك تقف فى مواجهتى او هذا انت فعلا نعم نعم انت هو انت نفس النظره الباسمه تنفرج شفتاك لتخرج بعض الكلمات فأومئ انا برأسى فى تحيه رسميه وقبل ان تخرج الاصوات من فمك اكون قد اتخذت طريقى مسرعه دون التفات يرن جرس هاتفى بتلك الغنوه التى كانت تتراقص قلوبنا معها ياله من وقت طويل منذ اخر مره سمعت هاتفى ينطق بها انها كاننت دائما لك ولك وحدك اعلم انه بالتأكيد انت فلا التفت للهاتف ولكن تلتفت رأسى الى المكان الذى مازلت تقف فيه فاجد منك نظره رجاء فارسل لك نظره تعلم منها انه قد فات الاوان فجأه اجد نفسى بين يدى امك اقبلهما وهي تنظر الى متبسمه وتقول لى "الحمار فاكر انى مش فاهمه انا كنت عارفه انه نال رايح هناك وكنت عارفه ان انتى كمان هتروحى هناك وان انتوا هتتقبلوا " تمسح دمعاتى بديها الحانيتين فارتمى فى احضانها واشم رائحتها التى تشبه رائحتك واملئ منها صدرى وكأنى اتدرع باخر زادى من الدنيا تدفعنى بعيدا عن حضنها وتقول لى مش هتبطلوا عند بقى انتوا الاتنين فانظر الى الارض فى حياء واقول لها انتهى كل شيئ ،انها مجرد ذكريات عنيده هي الاخرى وتأبى ان تموت دون دفاع عن نفسها ودون ان تؤرقنا فتضمنى الى صدرها مره اخرى لانفجر باكيه ولا استطيع ان اتوقف تنتظر حتى انتهى تماما واهدئ ثم تأمرنى بان اصلح من هيئتى فافعل تقول لى انه ينتظرك هناك عن الشمس يقول لك ان الشمس باقيه على العهد فهل انتى ايضا باقيه تنطلق داخلى اهات قاتله تصرخ لتقول انا لم اخن العهد يوما فترد دون ان اقول شيئا "خلاص يلا اجرى عشان تلحقى الشمس عشان تلحقى تسلمى عليها قبل ما اليوم يخلص " فاتذكر ان ذلك التاريخ لن يأتينا قبل 365 تاريخ اخرين فاهز رأسى لها فتقول "عنديه "وتبتسم، انل من عندها ارقض لاصل اليك والى شمسنا الحبيبه اتوقف قليلا استرق السمع انه صوت مألوف يدور فى خلفيتى صوتا اعرفه جيدا ما هذا انه يخالطه صوتا نعم يخالطه صوت هاتفى المزعج اضع يدى فى شنطتى لالتقاطه فلا اجده ولا اجد حقيبتى فاسترق السمع مره اخرى الى ان تصل يداى بمعاونه اذناى الى مكانه انظر اليه فاذا بها صديقتى تتصل واذا بى على فراشى والعصفور المزعج يصدر الصوت الذى ايقظنى من نومتى الهادئه اجيب هاتفى فتعلن صديقتى عن غضبها واستعجابها لانى لم استيقظ مبكرا كما وعدتها فاجيبها باقتضاب "خلاص خلاص صحيت اهو " تقول لى "ها طيب وبعدين هنروح فين انهرده " انهض من على سريرى واسألها هوه انهرده كام تستعجب وتقول لى "ايه السؤال الغريب ده اقول لها جاوبينى بس تصمت قليلا ثم يخرج صوتها انهرده يا ستىىىى اسبقها معلنه التاريخ بشكل استفسارى تندهش واكاد اجزم انها افغرت فييها لبعض لحظات وتسألت "وانتى من امتى بتعرفى التاريخ " اجيبها لا متخديش فى بالك تسألنى مره اخرى "طيب هنروح فين انهرده "لم اتردد لحظه "انهرده مصر الجديده "تكاد صديقتى ان تصاب بتصلب فى الشرايين وتراجعنى السؤال"انتى قلتى فين "وارجعها نفس الاجابه "قلت مصر الجديده :)

No comments:

Post a Comment