Sunday 2 September 2012

الآن انا وحيدة تماما
غادر ابى المنزل ولم يعد يزوره الا فيما ندر
عاد اخى ، تشاجرت معه البارحة من اجل لا شئ وصرخت فيه
بكلمات من الممكن ان تصدر منى لاى شخص فى الكون الا له رحت اصرخ بها فى وجهه
لمحته اليوم يجمع حجاته فى حقيبة ضخمة جدا وتظاهرت انى لا اري شيئا
شاءت الاقدار ان نتقابل محض صدفة فى مكان بعيد عن بيتنا اعطانى شئ فى يدى وضعته فى حقيبتى دون النظر اليه وتمتمت ببعض عبارات الشكر ثم هرولت مبتعدة
عدت للمنزل لاجده مازال يلملم اشياءه
لم اسأل ولم اغادر غرفتى حتى سمعت صوت الباب المزعج تاك تاك
هو الآن رحل ، كنت اسمع تنهداته وربما ما هو اكثر من ذلك ، كنت اسمع صوت سقوط دمعاته ، ولم اغادر مكانى
انغمرت فى عمل لا شئ
والآن وحدى تماما فى المنزل ، غادره بعد ان ترك كل شئ مفتوح على غير عادته
ما علينا من ذلك المهم الآن
 لى بيت اعيش فيه منزويه وحيده ، حرة ، تلاطفنى قطتان ذكر وانثى كما كنت دوما اتمنى ، اى شئ افضل من ذلك
الآن فقط اتصور اننى انفس الانفاس الاخيرة
ماذا لو مت الليلة فعلا
تلك الميته الشنعاء التى حذرنى منها كل الوحيدين فى الدنيا
ستبكينى امانى لا شك ، اعتقد انها ستقرأ كل كلماتى المتواضعة البلاغة لمدة سنة كاملة وستحمل فى حقيبتها صورة لى
ولربما اصرت على الاحتفاظ بتيمون رغم مقتها للقطط لكنه بعد ان يؤدى رقصة الوداع على جثتى مرارا ويحاول بكل طرق ايقاظى لاصطحابه الى المطبخ سيتحول الى كائن كئيب ، قليل الحركة اكثر قليل الكلام قليل المزاح واللعب وحتى اقباله على الطعام سيقل كثيرا
مما قد يصيبها بالاحباط فضلا عن انها ستذكرنى كلما نظرت لعيناه ورأت الذكاء يشع منهما كما كنت ادعى دوما

ستزرف رانيا بعض الدمعات وتذكر انى قرأت لها جزءا من الرواية التى كنت اقرأها بعد ان رويت عليها ما فاتها
ستذكر اننى خفت عليها كثيرا فى اخر ايامى وحذرتها كثيرا واحببتها كثرا

اما رباب فسوف تراجع كل رسائلى
ستقراءها مرتان بعد ان تفاجأ بالخبر
ستذكر الرؤيا التى رأتنى فيها وستذكر انى يومها استنجدت بها وانها قالت لى الانس بالله

لا ادري كم من العمر سيبقى هانى يتذكرنى
لكن اعلم جيدا كيف سيحادث الناس عنى
اوقن انه لن ينسى بسهولة تلك الفتاة صاحبة العيون الزرقاء التى اتت اجتمعت به لتقول بحماس كيف يمكن ان نصدق النية فى توزيع ملايين الاكياس الفارغة ثم انقلبت على اعقابها لتصير اخرى واخرى واخرى فرأى منها ما يقرب من تسعة اشخاص

ربما مرضت نورا عادل بالخبر
وربما شت عقل شيماء ربيع قبل ان تصدقه
ربما دمعت عين وائل
ربما جن جنون جلال
ربما حزنت بسمة
ربما اندهش محمد  اسماعيل وتصور ان كان بيده ما يفعله
سيضيق صديقى التركى باطنان الصور الوردية التى توضع على جدار حسابى الخاص على موقع فسيبوك وبعد ان يمطرنى بسيل من الرسائل يسأل عن اختفائي و يقول "انه لا يصدق انى تركت له المجال ليتخطانى فى الماجيك لاند "بلا اجابة منى سيحاول الاتصال بأمانى ليسألها اين انا ؟
سيذكر عبد الرحمن ان اخر حوار لى معه كان بهذا الشأن لكنه كان اميل للكلام بشأن حفلة يود ان نجتمع فيها "كلنا" حين اخبرته انه لم  هناك ما يسمى "كلنا " سيجدها فرصة سانحة للهروب فى بحر الاكتئاب بين الحين والاخر

ملحوظة : لا اتصور لك ردة فعل فلا تبحث عن اسمك اكثر من ذلك :)
ربما وربما
لكن الباقين سيتعاملون مع الموقف من خلال حقيقة انها سنة الحياة وان المقدمات كانت تشيد نفسها منذ زمن بعيد
والحياة لابد ان تستمر
هكذا جئت وهكذا رحلت ، لم اترك سوى هاتفين مهشمه شاشتهما ومكتبة ليست بالمتواضعه على الاطلاق واباجورة فى حالة جيده وعلبة عصير لم تنتهى بعد ، فضلا عن الدباديب والدمى التى سأوصى بان تقسم بين آيات وفريدة ولتذكر الصغيرتان انى كنت دوما احبهما بشدة
لكن القدر لن يكون ابدا بهذا القدر من الكرم
لن يأتى الموت كخلاص من كل المشاهد التى اود ان اصرخ فيها "كات "
هو امكر واعنف من ذلك بكثير
سيأتى وانا على مشارف الاربعين
بعد ان يكون جسدى قد نحل من الاحزان وعقلى قد شت بها
ساكون راقده امام مسجد سيدنا الحسين
جوارى مئات القطط
يخطفون فتات الطعام ويأتونى بها كما كنت افعل لهم حين استطعت ذلك
سيكون شعرى تلألأ بالبياض
وعيناى اصبحتا شاخصتنان عن الوجود
اتلو اورادا لا يفقه احدا عنها شيئا
واتوكأ لاقف امام الضريح المهيب واحادثه
سيأتى الموت وانا بين الآلآف ، لكنى سأكون ايضا وحيدة لا يدري احدا من اين اتيت ولا لما اتيت


No comments:

Post a Comment