Sunday 15 April 2018

رسالة الى رضوى ذات العشرين ربيعا

عزيزتي رضوى ذات الرقم البراق
اعرف انك تظنين انك قد خطوت توك الى عالم الكبيرين وأنك تظنين أن الكون ليس به ما تكتشفين وأنك تظنين أن اعوامك العشرين يثقلون عربة عمرك المحملة باثقال الذكريات، لكن اعلمي أنك ما عرفت شيئا بعد يا صغيرة فكل عام في الأعوام العشرة القادمة يحمل لك ما تجهله رأسك المحدودة
اعذري تبعثر الأحداث في ذهني اعرف انك تدركين الآن أن ثمة أشياء لا تتغير بالإنسان مهما كبر وانا مازلت على عهدك لا ارتب الاحداث ولا اعبأ بالتواريخ والأزمان
لكن انا اعرف ما يشغل بالك بالضرورة وتودي لو تعرفي مآله
حسنا حسنا لا تتعجليني دعيني اقص عليني خبر المستقبل على مهل
ستتغير افكارك كثيرا يا صغيرة بحيث انك لو شاهدتي الآن ما ستكونين عليه بعد عشر سنوات لن تصدقي
سيتغير كل المحيطين
عن اماني ؟
ستبتعد ....كثيرا ...اللقاء اليومي والمكالمات الطويلة لن تتصل
سيأتي يوم يقتصر لقاءكما معا على المناسبات الكبرى
الكبرى جدا (أن حدثت)
لا تبتأسي كثيرا بما يحدث في محيطك المنزلي والعائلي ستستقر الأمور إلى ما ليس بسئ جدا
لكن سيصبح خالد مخيف ...وعمرو ايضا
كل ما تحاولي اليوم تقديمه لهما سينقلب على رأسك وسيكون محور مهاجمتك
لكن اقتناصك لحريتك سيظل هو القيمة الكبرى التى لن تفرطي فيها طوال العشر سنين المقبلة
ستقابلين الكثير من الاصدقاء بعضهم اشجار مقيمة وبعضهم عصافير محلقة
هكذا حال الدنيا كما ستعرفين
يقينك في الخالق وفي حكمته لن يبقى على ماهو عليه فلا تبالغي في مراضاته كما تفعلي الآن ...أو افعلى اعرف ان شيئا لن يثنيكي عم يميليه عليك ايمانك

لن تداومي على تعلم التركية ولن تجتهدي في تعلم الفقة الحنفي الى نهايته

بعد سنوات ثلاث ستشتعل الثورة التي حلمتي بها في السادس من ابريل. ستكون كما حلمت بتفاصيلها الملونة ليتك تهزمي اصنامك وتخالطي المشاركين اكثر مما فعلت وتنغمسي وتتناغمي وتنسجمي اكثر مما فعلت، لكن اعرف انك وقتها ستكونين ملتفته باحوال أخرى

اعرف انك تتقافزين بين السطور بحثا عن اسمه
حسنا عن كريم سيأتي يوما تتذكري شكله وتحاولين تذكر اسمه فلا تفلحين، لا تبتأسي عليه أيضا غدا ستعرفين كل شئ

في عام الثورة نفسه سيضع القدر في طريقك شخصا سمج ...اضربيه بالجزمة ارجوك افعلي

ستبتهجين وتمرحين وستعطي لك الدنيا من كل شئ شئ
ستمنحي مالا وصداقات وعلاقات وسند ومأسي ومحبة ومواجع

اه بالمناسبة الشيخ محمد حامد نصاب اتركك مع تلك الصاعقة

No comments:

Post a Comment