Sunday 26 February 2012

كان فى الثلاثين وكنت مقبلة على عامى  العاشر
كان يلعب معى كل يوم اللعبه التى تعجزنى
حسنا افتحى المصحف واى آية تقع عليها عينك اقرأيها سأقول لك اين تقع
اقرأ فيهز رأسه قليلا ويتأمل شيئا لا اراه ثم يقول الصفحة اليمين الجزء رقم كذا سورة كذا آيه رقم كذا احيانا يذكر رقم الصفحه واحيانا يختلط عليه الامر فافرح واصرخ ضاحكة ، الشيخ حامد اتلخبط هييييييه
يقول لى طيب تيجى العبها معاكى فى ثلاثة اجزاء فقط ولتذكرى اسم السورة فقط اكش واجلس فى مكانى واصمت تماما وانظر اليه كأنى اقول اتدارى خيبتك بخيبتى
يحاول اصلاح الامر فيسأل من بكم يعرف حديث يقول ان المرء يجب ان يجعل لاخيه ما يحب ان يكون لنفسه اذكر له فى هذا ثلاثة احاديث
يأمر الاخرين ان سقفولها ويقول انتى اشطر واحده فى المجموعه دى انتى هايله انتى بنوتى اللى بحبها
ثم يسأل من بكم يعرف حديث يقول ان ربنا هو الدكتور فيجيب احدهم فورا الله الطبيب فيأمرنا سقفوله انت اشطر واحد عندى فى المجموعه انت هايل انت ابنى اللى بحبه
يسمعنى اتأفأف فيقول لى لاء انت اشطر واحدة هو اشطر واحد مفيش وجه مقارنة بينكم
احب جلبابه وابته فاطمه التى كانت ترتدى جلباب يشبه جلبابه وحلواه التى كان يعطيها لى وان لم اجيد تلاوة وردى ووجهه المشرأب بحمره محببه للنفس
ذات يوم قالت ابنة عمتى بابا بيشتغل مهندس وقالت صديقة لنا بابا بيشتغل سباك ، فى انفسنا سرى شيئ عجيب كانت المرة الاولى التى اشعر فيها بشئ مثل هذا ، اقرب الى المشاطره والحزن والشفقه منه الى الانفه او الاستعلاء اخبرتنى ابنه عمتى ان هذا كان شعورها ايضا اسررت له بالامر بينى وبينه كأنى اوصيه ان يجبر بخاطر تلك المسكينة ، لا اعرف كيف تحدث فى الموضوع امام الجميع  وقال انه كان يعمل زبالا !! قلت له انت تمزح اليس كذلك
قال ابدا اسألى والدك وزوج عمتك وسوف يصدقوا على كلامى كنت اعمل كذلك لاحصل على اموال والآن اعمل شئ اخر لاحصل على اموال ونبى الله داوود عمل حداد ونبى الله موسى كان يسى وراء الاغنام لم يقول اكثر من هذا ولم يرشد ولم يعظ ولكن موعظته وصلت كاملة
يوما آخر كان يسألنا كيف سنقضى الصيف قال احدهم انه سوف يسافر مع امه واخوه الى اقاربهم
سألته ووالدك لن يكون معكم ؟
قال لى لا سيكون عند زوجته الثانية
سألته اتحب والدك
قال نعم
قلت له انا لا اعرف كيف يمكن ان تحب رجلا متزوج من اثنين
قاطعنى الشيخ سائلا اتحبيننى يا رضوى ؟
قلت نعم
قال اد ايه
قلت له اد الدنيا دى كلها بحبك جدا انت احلى شيخ فى المجموعة
ابتسم قال لى حسنا انتى تحبى رجل متزوج اربعة نساء
بينى وبينه قال لى انا كنت اعمل زبالا لاحصل على المال فليس عندى ما انفقه على اربعة نساء فتزوجت واحدة هنا وسأتزوج الثلاثة فى الجنة ضحكت وقلت له وهل ستدخل الجنة يا شيخ قال سأدخل الجنة وستأتى معى لاعرفك على زوجاتى وتأكلين معنا الموز
.....................................................................
كان يوم كسائر الايام ارتدينا ملابس قصيرة وحرصنا على الا تظهر شعورنا وراجعنا وردنا وهرولنا الى المسجد لكن الشيخ حامد غير موجود
ذهبنا الى المسجد اخر
الشيخ حامد مش موجود
جلست الى صديق لابى رأيت دموعا تود لو تسقط فى عينه
قبض قلبى فكنا فى يوم خميس بعد العصر وكل الكوارث كان يأتينى خبرها يوم الخميس بعد العصر
تركت جلسة صديق ابى هذا واتجهت الى حيث يجلس شيخ اخر
قال لى تعال يا رضوى
جلست بجواره فربت على كتفى ومسح على رأسى وقال اعرفتى ما حدث قلت له ماذا حدث
قال فى بساطة الشيخ حامد مات
لا ارى ماذا قال بعدها
مسكت المصحف وظللت اقلب فى ورقاته وانا ادور فى المسجد واقرأ حتى تعبت فجلست استند الى عامود
فجاء الى صديق ابى وقال ماذا بك
قلت لا اعرف
قال حزينه انت على الشيخ
لم ارد عليه
قال اراه الآن فى الجنه يختار زوجاته الثلاثة ونحن هنا فى الدنيا نتعذب من اجله بلا اى داعى واجع قلبنا عليه وهو موجود ووهو مش موجود
ابتسمت ورجعت بيتى وفى اليوم التالى كان لى شيخ جديد
ولم اذكر الشيخ حامد الا فى السنة التالية حين كنت اعلم اطفال اصغر منى القرآن وكلما تلى احدهم تلاوة صحيحة اقول له برافو عليك انت اشطر واحد عندى فى المجموعة واعيدها خمس مرات لاطفال مختلفين فيضحك الجميع فأقول لهم قولوا معى اللهم ارحم شيخنا فيرددوا اللهم ارحم شيخنا حتى ظن الاطفال ان هذا الدعاء هو حديث او من ذكر اذكار المساء
اللهم ارحم شيخى واجزيه عنى خير الجزاء واجعل له فى الجنه خيرا مما كان يظن ويبغى 

No comments:

Post a Comment