Wednesday 13 July 2011

فراقنا قدر

لا تحزن يا عزيزى يا صغيرى يا ارق من قطرة ندى سقطت على ورقة زهرة تفتح احضانها للعالم وقت السحر


الآن اصبحت لا اخشاه
حين اقتربت منه رأيت ملامحه التى كان الظلام وبعد المسافة يفصلانى عنها
كم هو جميل ،كم انشد قربه ،كم اناديه اطلب منه ان يضمنى اليه ولا يسمح لشئ ما كان ان يفصلنى عنه ابدا
احببته كحاله من الوصل لم يعرفها الا من ذاقها ومن لم يعرفها كرهها وخاف خوف الجاهل من المجهول
لكم اشعر االآن بانفصالى عن الكون الا عنه
لم يعد شئ فى الدنيا يستطيع ان يلفتنى
فلا مخرج لى الا اياه
احبه حب غريق انقطعت به الاسباب لسفينه تلتقطه فتكون له هى الحياة نفسها
احبه حب عاشق لمقهى جمعته بمعشوقته وحب طفل لحلواه الممنوعه
حتى كدت استنكر استنفار الاخرين منه
نعم اتمنى لقياه كل لحظه فليس هو بالنسبه لى قبر مظلم وثعبان مخيف ،انما هو جنة ملاذ من ليس له ملاذ نعيم باقية وانس بحبيب وانهار طينها مسك
نعم احببت الموت ليس لانى كرهت حياتكم ولكن لانى عرفت ان هناك ما هو افضل منها
لست من الصنف الذى بندب قسمته ليل نهار ولا اعانى من اب سكير وام متسلطه او خادمة
ليس فى اخوتى من يتطاول على باللسان والايدى
لكن احببت فيه لقاء الاحبه والمستقبل المضئ وحياة تستحق ان اعيشها حقا
الآن اذوقه من مقام جائع لاهث
ليس كما وصفوه حشرجه وضيق وانفاس متقطه ليس الا كطرفه عين وجدت بعدها ملائكة النور تمسك بيداى تحثانى على النهوض
يأخذون بيدى
ساعدونى حتى تعلمت الخروج من الجسد الذى طالما اجزمت انه لا يشبهنى
كنت اعلم يقينا ان وجهى ليس لى
نظرت على الجسد مرة وداع اخيرة
ثم انطلقت بجسدى النورانى وروحى الالهى فى زفة وتهليل وصفوف من الملائكة
الآن فقط عرفت للون الذهبى بشريات الافراح فقد رأيته يزين هالة اكثر من ملك
الآن فقط يا عزيزى اذهب بعيدا جدا عن دنياكم
(فالباب مفتوح واهلا بالروح )
سمعتها حين فتحت لى ابواب السموات
دخلت منها ولكم اشتاق الى بلاغة تمكننى ان اصف لك جمال السموات
حقا لقد اعد الله لعبادة ما ان عرفوا نعيم الوقوف على ابوابه لما احتملوا البعد عنه لحظة
لكن شئ ما ينقصنى
لا احتمل ان اذهب بعيدا عنك
لا احتمل الا اعرف منك
جذبت طرف الملك الذى رافقنى
الحقيقه انه كان لطيفا جدا معى طوال طريقنا
همست فى اذنه
اتأذن لى فى زياره الى دنبا الناس
وجدت فى عينيه نظرة ذهول وفتح فاه وقال
انك اول بشرية تطلب ذلك
سألته هل اطلب ما ليس من حقى
اجابنى روحك تذهب اينما تريد لكن لم اعهد من قبل من يريد الرجوع
اجبته زيارات خاطفة
سألنى اشتقتى لاحدهم
ابتسمت له
قال لى حين تكملى الرحلة  ستعلمين انه لا وجود للزمن هنا وان يمكنك مخالطة من كانوا معك فى دنياكم
قلت لكنى اود مخالطة احدهم فى دنياه  
بدى مندهشا اكثر لكن اذن لى
اليوم فقط اراك دون ان ترانى
انظر للتقويم امامك فاذا بسنوات خمس قد مرت
اشهق من المفجأة
اراك فزعا كأنك سمعتنى لم اكن اعلم ان بأمكانك سماعى
اجرب الامر مرة اخرى
اهمس فى اذنك ان كيف حالك
ذلك السؤال الذى لم اعنيه ابدا كما افعل الان
تبتسم انت كأنك عرفت صوتى
تمسك بورقه على مكتبك وتخط عليها
تنقصنى رؤياك
اهمس فى اذنك تسمعنى وتعرفنى ؟
تهز رأسك اجابا
وتكتب وكنت انتظرك
اقول لك انى لا اعرف كيف افعل ذلك  وانى لم اكن اعلم انك ستسمع صوتى
تسألنى عن امور السماء اجيبك بانى لا اعرف تماما الا انها افضل
اسألك عن حالك
اعنيها حقا كيف جرت الامور معك بعد رحيلى
تجيب اجابة نمطيه ( نمطك انت ) نتجاذب اطراف الحديث اعاتبك على استحياء واندم على ذلك حين ارى فى عيناك خجل مخلوط بندم او ربما اعتذار
اسمع صوت يشبه صوتك ينادى باباااااااااااااا
تزوجت ؟؟؟؟
تهرب بعينك عن عينى
اذا كنت تنظر الى وترانى
انظر الى ابنك القادم من الباب
انه انت
يشبهك فى كل شئ  الوانك خطواتك هو انت القادم اذا
يأتى ويجلس بجوارك واسمعه يقص عليك استأذنك الرحيل فتشير لى بيدك ان ابقى
هذه المرة لا استطيع
اهم بالرحيل حين المح من طرف خفى دمعة اوشكت  الهروب من عين رؤياها ابهى عندى من دخول الجنة
لا تحزن يا عزيزى يا صغيرى يا ارق من قطرة ندى سقطت على ورقة زهرة تفتح احضانها للعالم وقت السحر
لا تحزن فأن حزنك هو امر ما قد يمر على دنيا البشر من الالام
لا تحزن فانك لا تدرى ما  بحدث للارض حين تحزن ، تصيح تحت قدميك مستنجده ان يا دنيا البائسه البائده كيف لكم ان تغضبوا السيد فابسم يا جميل الروح يا بهى الطلعه ليبسم الكون لك ومنك وفيك
وان كان للجرم من فاعل فانا هو
انا من تجرأت لاتيك
ولكن كيف لروحى الا تنعم بابسط مهاراتها الجديده
انما حين اتخذت قرار الفرار من حياتكم الدنيا كنت انوى ان ارقد فى سلام فى جنة الرحمن ولا يبقى بينى وبينك غير بعض المبهجات ارسلها اليك من هناك


ترى اتذكر اليوم ذكرى المسكينة البائسة ، تلك من خبروك انها القت بنفسها من الجسر وانت تجرى فى كل ذره من خلاياها  

No comments:

Post a Comment