Friday 8 July 2011

اما العيون السود صارت مستحيلة

احيانا يراودنا نحن ابناء مدرستى الحنين الى هناك نزعم ان لها لعنة تصيب من يدخلها
فان ارادوا الخروج منها ابت هى الخروج منهم
يظلوا ابد الدهر على مقربه منها
يطوفون حول اسوارها مساءا
ولربما فعلوا ذلك اوقات الظهيره عند خروج روادها الجدد عل واحدة منهن تلمح من طرف خفى من تشبهها وتجدد مراهقتها المسروقة
ولربما حدث ان ضبطت واحدة منا الاخرى
لا اعرف لماذا لا نستطيع البوح فى مثل ذلك الموقف دائما ندعى ان الاقدار ساقتنا الى هنا محض صدفه لقضاء حاجه او زيارة قريب
ولكن كلنا نعلم اننا فى نختلق الاكاذيب حول ذلك
كما اننا نعلم ان تلك اللعنه لا تصيب طالبات المدرسة فحسب بل انها تطيح بمن عمل بها ايضا
فلم كم ضبط مدرس اسبق فى حالة فقدان نصفى للوعى يدور حولها وعيناه زائغتان يبحث بلا هدى كمن يلملم فتات شبابه
حقيقة الامر ان كثير منا الطالبات حين جاءت له فرصه اختيار مهنة اخترن التدريس وعمد الى اختيار المدرسة نفسها وعمل بها
وهن يدعين ان ذلك ايضا صدفة
مدرستى كانت ككل المدارس يروى روادها الاساطير حول العفاريت التى تسكنها ليلا وجثث المجانين الملقاه تحت مبانيها
اذكر انه فى مرحلتى الابتدائية وجد اكياس من الدم خلف غرفة الموسيقى
لكن للعجب لم ارتعد
حاولت التظاهر بالرعب لكن لم انجح فى ذلك ازعم ان رعب زميلاتى كان مختلق ايضا
مدرستى كانت كالسينما يلمع بها بعض النجوم
لكن وهج لمعانهم لا يطول
فحين كنت فى الصف الثانى الابتدائى كنت اهرع الى الطابور مبكرة حتى لا اصدف مستر ياسر بعصاه الكريهه
درس لى مستر ياسر حين انتقلت الى الصف الثالت ووجدته طيب القلب حلو الكلام خفيف الظل
وحين بلغت سن دخول المبنى الاعدادى وجدت ان مستر ياسر لم يكن اطول شخص فى العالم كما كنت اظن
وفى ايام الدراسه الاعدادية عرفت الكثير
حتى عرفت ان ميس فاطمة بتاعت التوك اسمها الحقيقى ميس فاطمة عبد الوارث
طبعا التصق بها لقب التوك لانها كانت دائما ما تلاحظ الزى المدرسى المخالف
اذكر ايضا ان فى اواخر المرحله الاعدادية بدأت اعى جيدا ان المدرسين ما هم الا بشر
يصيبوا ويخطئوا
حتى ان جرأتى بلغت حد ان اسأل احدهم كيف حالك اليوم وكيف حال ابنك فلان
بل كانت مدرستى دولة صغيرة

تستوعب ديمقراطية الاحزاب فلا احد يمر يالثانوية العامة دون ان يختار امن حزب مستر خالد ام مستر كمال
والحقيقه ان مستر خالد ومستر كمال على غير المتوقع كانوا على وفاق
سمعت ان مستر كمال لم يعد كما كان فيما مضى
الحقيقة انى وجيلى وان لم نك من حزبه فاننا نراه رمزا ومنارة نشفق عليه وعلى انفسنا من تبدله
بعد 14 سنه خدمه فى التعليم اتخرجت منها


مكنتش بقول اخيرا ولا حاجه كنت عارفه كويس ان فعلا كانت احلى ايام
ورحت المدرسه اول مره اكتر حاجه كانت صعبه عليا ولمده سنه انى اتعلم اقول مس فلانه مش مدام

واحلى حاجه فى اول سنه كانت وسام وعدت اول سنه kg1 معلمتش معايا فى اى حاجه

ولا كمان kg2علمت معايا فى حاجه بس فى حدث حصل فى kg2 لما كانت الميس بتاعتى اسمها فاتن كانت شريره وطويله ولبسه خمار

ايه ده اكيد هوه ده سبب عقدتى من الخمار تفصيله كده نيلى كريم لبسته فى فيلم واحد صفر كنت مش فاهمه ليه كل ما اشوف واحده لبسه كده  افتكر ميس فاتن ميس كانت طويله وبنضاره (ممكن متكونش بنضاره ) وسمره وايديها الشمال فيها عصايه ومره طلعت العيال اللى هوه احنا واحده واحده وكتبت ارقام وفى وسط الارقام دى علامه * وجنبهم = وحيلوا يا شباب واللى ميحلش ينضرب وايديها طبعا ختلى العصايه التمام وروحت لماما قلتلها انا عايزه ارجع مدرستى القديمة مليش دعوه يهديكى يرضيكى ابدا المهم راحت تانى يوم المدرسه طلبت نقلى لفصل تانى وفعلا اتنقلت لفصل مس هناء مين مس هناء ؟ ايه ده هوه انا مقولتش ميس هناء دى اللى كانت مدرستى فى kg1 بس كان فى مشكله كبيره كانت ميس هناء غيبه اليوم ده وكل البنات اللى فى فصلها اتوزعوا على الفصول التانيه واللى منها فصل ميس فاتن بس ربنا ستر وروحت فصل ميس شيرين اللى كان جنب فصل ميس فاتن وانا داخله الفصل قابلت آيه حامد اللى كانت معايا فىفصل ميس فاتن طلعه تشترى حاجه من الداده قلتلها


- آيه ازيك


- قالتلى انا مش بكلمك


-ليه كده بس يا آيه


-ميس فاتن قالت منكلمكيش انتى اصلا مش معانا فى الفصل خلاص


-اصل يا آيه ميس فاتن ضربتنى وانا ايدي وجعتنى اوى


-ميس فاتن قالت انها كانت بتهزر معانا وقالت انها هتجيبك وهعلقك ورا باب الفصل وكلنا هنمسك العصايه بتعتها ونعد نضربك وانتى متكتفه




اخدت بعضى وطلعت اجرى جوا فصل ميس شيرين وقعدت اتخيل شكلى وانا متكتفه ومتعلقه ورا الباب والبنات كلهم قعدين يضربونى لدرجه انى حسيت بوجع العصايه وهيه بتقع على جسمى وقلت لنفسى مش كنت استحمل ضرب ميس فاتن بس بدل ما انا دلؤتى مضطره استحمل العيال كلهم وهما بيضربونى وفجأه عيطت عياطمش طبيعى قعدت اعيط واعيط وفجأه جت واحده قعدت جنبى وقلتلى انا اسمى هند انتى اسمك ايه طيب بلاش انتى مالك انتى زعلانه ليه متعيطيش شيفه البت الهبله اللى هناك دى دى شبه ابو قردان اسمها هاله طيب شيفه البنت اللى هناك دى دى عبيطه اوى طول النهار مسكه السندوتش بتعها ومش بتعرف تخلصوا ومامتها بتزعقلها كل يوم لما بتيجى تخدها طيب هوه انتى خايفه من ايه دى ميس شيرين طيبه جدا والله اعترف ان هند هدتنى جدا لدرجه انى منيومها بجد مخفتش لغايه دلؤتى .


عدت السنه يا مدرستى الجميله وطلعت اولى ابتدائى يومها بس حسيت انى كبرتوانى حره ومنطلقه فى ارجاء المدرسه كلها مش بس الحته بتاعت الحضانه الصغننه كان لحظى المدرسه بتاعتى برضو اسمها ميس هناء مفعمه بالحيويه والطاقة

ذكريات مدرستى مع الاشخاص لا تقتصر على مدرسيها
بل ان اعظم الذكريات لم تك مع المدرسين
كانت مع يحيي صاحب البقاله الصغيره التى تلى المدرسة
فمن منا لم تقف على اطراف اصابع اقدامها ولو لمرة تنادى بأعلى صوتها يا يحيي اتنين بيبسى وتلاته بوريو واربعة مولتو
يقولون ان مدرستى كانت اصلا دير للراهبات
اميل لذلك القول حيث انه يفسر روعة المبانى وبهاء تصميمها
ولسخريه القدر كان المكان الذى نصلى فيه هو نفسه المكان المخصص لوقوف القسيس للخطبه
كم ثورنا لذلك ايام حماسه الشباب المنقضيه
كنا نجلس فى المسجد ونغلق التليفونات المحمولة وننزع بطرياتها خوفا من ان يتلصص احدهم علينا من خلال جهاز لاسلكى لعين
لا اعرف ما الذى اتى بتلك الافكار الى اذهاننا
اجمل ما قابلت فى مدرستى ايام المطر وغرفة اللغة العربية وسلم غرفة الصيانة وابدعات اوضة الرسم وانطلاقنا فى غرفة الزراعة ووقفه الكنتين واذعة الصباح الغير مسموعة ولعبة الاستك المعروفة فقط لابناء مدرستنا والقلوب ذات السهمين المحفورة على جدران الفصول والاشجار العالية وتوتها الممزوج بالتراب والبيانو العتيق والطريق الى مكان الاتوبيسات والاتوبيس النهرى وقبله معدية الكيت كات ومعمل العلوم اللى اتصور فى فيلم ليلة سقوط بغداد ومنظر المدرسة من شارعها الخلفى اللى اتصور فى فيلم مستر كارتية
وايام ما علاء ولى الدين كان بيجى يعد فى البلكونة اللى قدام مدرستنا
والشارع اللى كانت ساكنه فيه ولاء واللى كنت بعدى عليها فيه قبل ما تنتحر وخطبة مستر حسام كل سنه فى ذكرى الاسراء والمعراج قبل ما يسيب المدرسة
وقفة ميس جورجت فى الطابور قبل ما تطلع على المعاش
مجموعة مستر محمد سعد يوم الثلاثاء اللى كانت بتخلص بعد ما صلاح يقفل المدرسة علينا
عم سيد بتاع الكشك اللى اشترينا منه 3 مانجا وطلعت بايظه ورحنا الدرس سكرانين
مدرسين التربية العملى اللى كانوا زى اخواتنا وكنا بنعزمهم على تاتا نانا
...............

No comments:

Post a Comment