Monday 5 September 2011

عرفته فى ولده الاصغر
كان خلقا قويما ، صدق واستقامه حماسه واعتدال
كم قال لى كيف عامل زوجته برفق
كيف قومه حتى صار لا يكذب ابدا ابدا
حدثنى الولد عن والده حتى صار شوقى اليه يتزايد
شائت الاقدار واراد الله ودخلت البيت الدافئ
رأيته يجلس امام مصلاه فى يديه ارتاحت اوراق المصحف
يتلو فيه
لا يجالس الناس اهل الدار كثيرا
لا يلهو كما يلهون
هو فقط يقرأ قرآنه
حاولت تقبيل يديه
رفض حتى النخاع ودعا لى بما لا اذكره
لا اذكر ملامح وجهه
لا اذكر تفاصيل نظراته
اذكر فقط شكل المصحف فى يديه وهيئه جلوسه الخاشع
اذكر انى منيت نفسى بجلسات اخرى واخرى مع العائله الدافئه
حينها صرت ابكى وانا اخرج من البيت الدافئ
اليوم واليوم فقط
عرفت ان الرجل مات منذ ما يقرب من اسبوع
وانا لا اعلم
فما عدت البيت الدافئ ولا رأيت الرجل الصالح ولا صرت انا من زارتهم منذ سنوات طوال
اذكر الزياره كأنها بالامس
اعرف ماذا كنت ارتدى واين جالست ومن خاطبت وماذا اطعمونى واجد طعم وجبتهم فى فمى
لكنى لا اجدنى كما كنت وقتها ابدا
ابكى الاب فى اعماقى سرا
لا اقوى حتى على رفع صوتى بواجب العزاء
ثم اقول علام الحزن
ان استحق فلا يستحق اقل من الحسد
فليرفع الله له درجاته وينزله منزل الشهداء والانبياء والصدقين

No comments:

Post a Comment