Saturday 8 October 2011

كان الاتفاق على ثلاثه ايام ....
طال علينا الامد
تعالوا يا من لا تحلو الحياة بلاكم
هناك عند الستائر الزرقاء سوف القاكم
اذكر وقت العصر حين كنت احاول اللحاق بالحمامات
اقول لهم لدى ارجل اطول من خاصتكم وكأنهم يضحكون من كلامى ساخرين يطيروا الى اعالى السماء
لسان حالهم يقول " خلى رجلك الطويله تنفعك وطيرى لو شاطره "
ااااخ يا ملاعيين تجعلونى ابتسم اسير قليلا الى حيث كنت اتخلص من اوجاعى .. امازلت ها هنا
استشعر المكان فاذا به خالى من اي اوجاع
اجلس فيه اغمض عيناى
احاول اعمال حواسى
حسنا كأنه قد جلس هاهنا
رجل صالح تقى امين لا يقول الا الكلمه الطيبه وهو رغم بهاء طلعته لا يحمل فى جيبه الا خمسة جنيهات وعليه ثلاثة مئه مستحقين ايجار لمنزله المتواضع عن الستة شهور الاخيره الا ان الرجل لا يعبأ بذلك يبتسم طيلة اليوم فى وجه زبائنه ويقبل ان يشككوا له فى الاجر ويحمد الله على ما رزق ويزيده حمد على ما منع ..... يدعو الله باخلاص ان يمنع عن ابنه المرض العضال الذى اصب ابن جاره الاكبر ، كان الفتى قد صار فى الرابعه عشر حيث يتمرد الفتيان ويصرخون فى اوجه امهاتهم ويتأفأفون من اوامر ابهاتهم وكان كذلك كغيره من الغلمان وامه تسعد به ، فرحه بصراخه فى وجه اخته حين تحاول التلصص والخروج من المنزل فيناديها ويسألها عن وجهتها وصحبتها وموعد عودتها ولابد وان يفرض ملحوظاته على ملابسها وان يأمرها بتبديلها ثم ينهر امه لان الغداء لم يعد بعد وتفتعل الام الهشاشه وتأتمر بأمره فتذهب لتعد له الطعام حين تعود محمله باوعيه الطعام فلا تجده تهرع الى الشرفه فتنظره يجرى خلف الكره
تبتسم وتعيد ادخال الطعام الى المطبخ
وذات يوم بينما هو كعادته يجرى خلف الكره ويسب رفقائه بافظع الالفاظ اذ القى على الارض مغشيا عليه
حاول اهل المنطقه معالجة الامر بطرقهم المعتاده باستعمال النشادر وما الى ذلك الا ان الفتى ابى ان يقوم من مرقده مما اضطرهم للذهاب الى المستشفى القريبه حيث قاموا بنقل اكياس الدم الى اوردته وطلب الطبيب عدد من الفحوصات ولم يشعر باى غصه فى ان يخبر الجميع ان الابن يعانى مرضا عضال يستلزم اجراء عمليه ضخمه التكاليف وغير مضمونه النتائج وانه سوف يصاب بحالات اشبه ما تكون بالصرع من حين لاخر ويحتاج لنقل دم بصورة دوريه ثم يترك الام تهوى على الارض من المفاجأه ويستقبل اتصالا هاتفيا من زوجته تسأله عن حاله فى اقتضاب يرد تمام
تخبره انها فكرت فى الامر كثيرا وتوصلت الى انه ليس هناك بد من ان يدخل ابنهما المدرسه التى اختارتها له والتى تلقت هى تعليمها بها حتى وان اضطرهما ذلك الى الاقتراض من اباها يغلق الخط ويجلس يسرتجع الذكريات منذ دخوله المدرسه
كان مميزا لدى كل المدرسين يعود من المدرسه ليستذكر دروسه وسط سخريه اخوه طالب مدرسه الصنايع وتشجيع من اخته التى زفت الى رجل خليجى بعد حصولها على الاعداديه وفى ايام العطلات كان يصاحب والده فى العمل على الميكروباص ينادى باعلى صوته على الزبائن ويجمع منهم الاجره وينال خمسة جنيهات كامله فى اخر اليوم كان يضعهم فى صفيحه الجبن التى قام بثقب غطائها
لم يحاول فتحها الا حين جاء خطاب التنسيق ليعلم انه نال الجائزه الكبرى ودخل كليه الطب بلغ المال داخل الصفيحه ما يقرب من سبعة الالاف جنيها اشترى بالف منه ملابس جديده ولم تختلف عادته كثيرا اثناء الدراسة الجامعيه كان هادئ الطباع يذاكر فى كل وقت ليس فيه بالكليه واثناء فتره الاجازات القصره جدا كان يحاول الحصول على عمل بحيث يضمن ان احدا من زملائه لن يقابله
نمطى جدا الى الحد الذى جعله يقع فى حب زميلته التى تعلوه اجتماعيا كان يقف امام انطلاقها مصعوقا لا ينكره عليها ولكن لا يستطيع ان يجاريها فيه كان القدر سخيا الى ابعد مدى معه حين سمح له ان ترافقه فى فتره الامتياز وهنا كان لهم من الاحاديث مع جعله يستشعر ان هناك طريق غير مسدود الى قلبها وحين رتبت للقاء له مع والدها كاد قلبه ان ينخلع حين صافح الرجل وجلس ليتحدث ، الا انه على غير المتوقع كان الرجل ودودا جدا قدر اجتهاده واعلن استعداده للمسانده وتمت الزيجه ،لا يعلم حتى الان كيف امكنه هو وعائلته تدبير امر مقدم الشقه ذات الايجار القديم فى منطقه ليست بالشعبيه جدا ولكنه لا يزال يذكر كيف ارتمى على الارض شاكرا الله بعد ان وقع عقدها ظل حتى اتمام الزفاف لا ينطق الا بكلمات الشكر لكل من ابيه الذى استغنى عن سيارته مصدر رزقه ورضى بالعمل عند اخرين وزوج اخته واخيه الذى صار مسئولا فى احد المصانع وامه التى لم تتردد لحظه عن بيع ذهبها
كانت تربه زواجه بحق مرهقه فلا استطاع يوما ان ينسى كيف كانت اول نزهه لهما حين اصطحب زوجته الى الكورنيش وهناك اشترى لها ورده من فتاه ذات ستةعشر عاما على الاكثر بعد ان تحدث مع الفتاه قليلا وضحك كثيرا حين دعت لهما بالزواج ليشترى منها اخبرها انهما بالفعل قد تزوجا فدعت لهما بابن يجرى امامهما ربت على كتفها واعطاها خمسة جنيهات كامله
واخذ الورده واعطاها لزوجته التى كانت تنظر اليه كانما هو كائن فضائى خرج لتوه من المكوك سألته اهذه اول هديه تهدينى بها بعد زواجنا  اهذا ما استحقه من وجهه نظرك خمسه جنيهات بجورهما كانت صندوق قمامه عملاق القت بالورده به
فى اليوم التالى فور استيقاظه عمد الى والده قف امامه على استحياء لم يقل شيئا ولم يسأله الاب قال له تعال فان والدتك اعدت لنا بطه
بعد الغداء وضع الوالد فى جيبه مظروف مغلق قبل يديه فى امتنان وخرج الى الصائغ واشترى لها خاتم على هيئه ورده كانت فرحتها لا توصف جعلتها توقد له الشموع وتتفانى فى اسعاده
الا ان الموقف لم يكن الاخير فقد كانت الاحباطات تتوالى عليه فى كل تصرف بسيط
الا ان فتاه الورد ودعتوتها لهم بالولد لم تكن تفارقه حتى جاء اليوم واصبح اب
سعادة لا توصف بقى اياما لا يجروء على حمله ثم اياما يتمنى لو يضمه حتى يختلط بضلوعه
جزء منه يسير على الارض لم يك يعكر صفو استمتاعه بترعرع هذا الرائع الصغير الا تضجر زوجته كلما اراد ان يصحب ابنه الى منزل والده او كلما طلب منها ان يرتدى ما اشرت امه للصبى من ملابس
كانت تحاول ان تشرح له كم ان زوق امه مزرى جدا وانها تخاف ان اصطحب ابنه الى حيث ابواه ان تدخل مسامع ابنهما الفاظ لا تليق او ان يعود ليأكل بطريقه غير ملائمه
كثير من المواقف مرت على ذهنه قبل ان يتناول هاتفع المحمول ويطلب صاحب شركه الاوراق الماليه التى تدير تعاملاته
سأله الرجل ان كان يريد الشراء فان امواله قد تضاعفت فى الفتره الاخيره اجاب بالنفى واخبره انه آسفا يريد ان يبيع محفظته مندهشا سأله الرجل "حضرتك متأكد ؟! اجاب جدا
ثم اتصل بوالده ولاول مره فى حياته سأله عن قطعه الارض التى يمتلكها فى القريه سأله الرجل خير يا ابنى فى ايه
اجابه بان لا شئ غير انها مصاريف المدارس ليس اكثر
اجاب الرجل ان الارض تحت امرك وجاهزه للبيع وقتما يشاء ، تمتم بعبارات الشكر واتصل بصديق له يعمل فى بنك سأله عن الوديعه السنويه وهل يمكن ان يجنى الارباح فى معاد معين من السنه ثم شكره واغلق الخط
اخذ يجوب الحجره ذهابا وايابا قبل ان يلتقط الهاتف ويكتب رساله نصيه " هيدخل المدرسه اللى انتى اخترتيها ان شاء الله ومش هنستلف من حد فلوس انا قيت حل يخلينى اصرف على ابنى بس انتى طالق "
خرج الى مرضاه مازلت الام فاقده للنطق من هول المفاجأه
وهناك بجوارها كانت فتاه تحاول ان تهون الامر عليها
اقترب منها قليلا ، ملامحها لم تكن ابدا غريبه عليه ، طلب نقل السيده الى حيث يستطيع قياس ضغط الدم وما ان فاقت السيده حتى هدأت الفتاه وابتسمت وقالت لامها انه سيكون على ما يرام وسنراه قريبا يجرى امامنا
هنا فقد تأكد انها هى
قال لها الآن اتركى ماما تستريح قليلا وتعالى لنرى كيف هو الآن
سارت جواره حين التقطت يداه ورده وناولها لها
نظرت اليه مندهشه
قال لها : مبتحبيش الورد
لم تنطق باكثر من ابتسامه
سألها هل توقفتى عن العمل ؟
اجابت : اعمل الآن فى احد الفنادق الكبيره
سألها : فى خدمه الغرف
ابتسمت وقالت : بل فى العلاقات العامه
سألها : هل درستى ؟
قالت : اعلام قسم علاقات عامه
ابتسم ودعى لها بالتوفيق واخبرها بتفاصيل مرض اخيها وطلب رقم لها ليهاتفها ان وجد طريقه لاجراء العملية وناولها كارته الشخصى
رن هاتفه فنظر اليه فاذا به حماه فاستأذنها ومضى تاركها خلفه تحمل بطاقته فى يد والورده فى اليد الاخرى وذهنها مشوش تفكر فى امر اخيها وامها والدكتور اللبق وزميلها فى الفندق الذى يكبرها فى السن بعامان وفى المستوى الاجتماعى بما لا تستطيع الاعوام ان تحصيه عددا
كانت هذه الفتاه هى صديقتى التى ظلت طيلة ليل البارحه تحكى لى عن خيوطها الملعبكه الاطراف

No comments:

Post a Comment