Tuesday 11 October 2011

الا ان التماثيل لا تعيش طويلا يا سيدى

قال لى : اللى بتعمليه ده اسمه ميكانزمات دفاع
قلت له : يا حالولى ..... طيب وده ليه علاج كيماوى ده يا بيه
قال : انا مبهزرش اقفى مع نفسك وبصى للموقف كله واحكمى عليه
قلت : وانا اللى كنت فاكرانى هموت بالسرطان ، يلا تعددت الاسباب
........
مر وقت
طويل
سنين
قبل ان اسأله وتفتكر انا بس اللى بلجأ لميكانزمات الدفاع تلك
مسكت القلم فى يد واليد الاخرى لم تكف اصابعها عن الحركات اللاراديه محاوله بشتى الطرق اثبات نظريتى العظيمه
المرء منا دائما يخوض تجربه انه انسان وحيدا
ويا لها من تجربه
كائن وسطى ، يصعب عليه الارتقاء للسلوك الملائكى كما لا يستطيع الانزلاق للمشهد الشيطانى الاعظم
وهنا تكمن ازمته حين يشعر بالانفصام الذى من شأنه ان يصيبه بتضخم فى السراطوجة وتلعبك فى الغده النفعية وتبقبق فى بوءبوء العين مع افأفه أفائيف الحنجره الداخليه لمجري بنكرياس التعايش الاجتماعى
بحيث انه يكون قد احرز نجاحا منقطع النظير ان استطاع التعايش مع ازمته والتوصل بعد جهد الى التوازن النفسى المنشود
الى حالة السلام الداخلى والطمأنينه الروحيه وما الى ذلك
ليس من المعقول ابدا ان تطلب منه بعد ما قطع كل هذه الاشواط البالغه الصعوبه ان يسلكها مع كل آدمى يقابله
فيتقبل حقيقه انه انسان
انه يقوم لا شعوريا بالاسقاط النفسى ويا لها من يله وهو غير ملام على ذلك تماما
فهو يلصق بالاخرين كل ما به من طبائع شيطانيه لا يريد الافصاح عن حوزته اياها ..
فتبات اقاويل كل من حوله اكاذيب يحاولون اقناعه بها ان كان هو كاذب
او يتوهم ان الشخص الذى امامه يبخل عليه بكوب من لشاى ان كان هو بخيلا
ويعود احدهم الى منزله بعد خيانته لزوجته ليلقى عليها بالتهم التى من شأنها ان تقنعها هى نفسها باقترافها الاثم الذى لم تفعله
هذا هو التمرين المشهور والاقل خطرا
ان سألتنى عن رأيي فان الاكثر خطورة هى حيله نفسيه اخرى بعيده كل البعد عن الصاق التهم وتعليق الاخطاء والعيوب على شمعات تصرفات الاخرين
ازمه ان يلصق الانسان الملائكيه فى الاخرين
فهو ينشد صفات بعينها صعب عليه ان يدركها فى نفسه الضعيفه
فراح يبحث عنها فيمن حوله
وهنا يكون له فعل من اثنان فاما ان يتوهم ان ما فى مخيلته فى شخص بعينه ويتعامل مع ذلك الشخص على هذا الاساس
يحمله اعباء هذا التصرف ويلقى باللوم شديد اللهجه عليه ان هو خذله فى تصوراته
واما ان يكون اكثر واقعيه واكثر وعيا بحيث ان يدرك افتقار صاحبه للطبع الملائكى فيشرع فى زرعها فيه بالاكراه على غرار وصفه 
بجماليون
الا ان التماثيل لا تعيش طويلا يا سيدى
ابتسم لى وقالها وهو ينزع الباكيت من كوب الشاى باستخفاف بين واندهاس خفى " كبرتى اوى يا رضوى "

No comments:

Post a Comment